ما قد يكون جديدًا عليك - عزيزي القارئ - هو ذلك السؤال الذي طالما سألته وهو: أنا أعلم أني ملكٌ لله مرتين؛ مرة عندما خلقني، ومرة عندما فداني، وأشتاق كثيرًا أن يملك الله بالكامل على حياتي، وأرنم أكثر عن هذا الأمر (ملكي يا ملكي... تُملك فيَّ يا ربي...)، ولكن: لماذا لا يحدث هذا “المُلك” فعليًا وعمليًا في حياتي؟!! ولماذا لا يراني الناس أرضًا غير قابلة للبيع، ويرونني دائمًا طريقًا (متى13: 4) يطمع فيه الذاهب والآتي؟!! وهل سأظل أرنم وأتكلم أن “المُلك لله” ولا أعيش وأنفذ حقيقة أن “المُلك لله”!!
والحقيقة أني وجدت إجابة بديهية لهذا السؤال المحوري، وتخيلت الله كمن يقف على باب شقتي (حياتي)، ويحمل في يده العقد المزدوج الذي يثبت امتلاكه لي، وأنا من الداخل أريده أن يمتلك كل شبر فيَّ، وتساءلت عن المانع الذي يعيقه ويعطله؟! فإذ بي أكتشف، أن هناك الكثير من الأمور والأفكار، التي أعتمد عليها وأتمسك بها، والتي تملأ شقتي دون إرادة الله، وعلي أولاً أن أفرغها خارجيًا، ثم تأتي المرحلة الثانية، ويدخل هذا الغني، ليمتلك كلّيًا ما قد خلقه وفداه.