رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فيرجع ملك الشمال ويُقيم جمهورًا أكثر من الأول، ويأتي بعد حين بعد سنين بجيشٍ عظيمٍ وثروةٍ جزيلةٍ. وفي تلك الأوقات يقوم كثيرون على ملك الجنوب، وبنو العُتاة من شعبك يقومون لإثبات الرؤيا ويعتزون" [13-14]. هنا يعلن الملاك للنبي عن قيام حروب جديدة، فبعد موت بطليموس فيلوباتير، صارت مصر بلا ملك، إذ كان ابنه بطليموس إبيفانس (الخامس 203-181 ق.م) طفلًا صغيرًا يبلغ عمره أربع سنوات وزاد انحراف أغاثوكاليس جدًا وعجرفته فثارت المقاطعات الخاضعة لمصر وتمردت ضد الحكم، ودخلت في مشاكل داخلية كبرى. قام أنطيوخس بالهجوم على مصر، وإذ كانت مصر قد ضعفت جدًا بعثت سفارة إلى روما، وإذ كان الرومان يشتهون مدّ سلطانهم في العالم أرسلوا إلى أنطيوخس يطلبون منه أن يتوقف عن الحرب. بعد محاولات كثيرة فشل في حربه، وأخيرًا انتصر في معركة ضد القائد المصري Scopas على حدود اليهودية. أوضح الملاك أنه لم يقف أنطيوخس الكبير وحده ضد مصر، بل صار لمصر أعداء كثيرون. صنع أنطيوخس معاهدة مع فيليب الثالث المقدوني، وطلب عون اليهود [13]. رفض الأتقياء من اليهود معاونته لكن بعض اليهود ساندوه. ماذا نعني ببني العتاة الذين من شعب دانيال يقومون لإثبات الرؤيا؟ يرى القديس جيروم في هذا نبوة عن رئيس الكهنة أونياس الصغير الذي خان مذبح الرب ودنسه في أورشليم. هرب إلى مصر وآخذًا معه عددًا كبيرًا من اليهود، فاستقبلة بطليموس بكرامة عظيمة. قدم له الملك منطقة هليوبوليس (مصر الجديدة)، هناك بنى مذبحًا للرب، مدعيًا أنه يتمم نبوة إشعياء النبي الخاصة بإقامة مذبح للرب في أرض مصر (إش 19: 19)، وذلك كما أخبرنا سفر المكابيِّين وأيضًا يوسيفوس المؤرخ. يقول القديس جيروم: [إن الهيكل بقي قائمًا حتى عصر فسبسيان لمدة 250 عامًا. وقد دُعيت المدينة نفسها "مدينة أونياس"، وقد خُربت أثناء الحرب بين اليهود والرومان. ولم يعد باقيًا أي أثر للهيكل ولا للمدينة في أيام القديس جيروم. |
|