رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ومن واحد منها خرج قرن صغير جدًا، نحو الجنوب ونحو الشرق ونحو فخر الأراضي. وتعظم حتى إلى جند السموات، وطرح بعضًا من الجند والنجوم إلى الأرض وداسهم. وحتى إلى رئيس الجند تعظم، وبه أُبطلت المُحرقة الدائمة، وهُدم مسكن مقدسه. وجعل جند على المُحرقة الدائمة بالمعصية، فطرح الحق على الأرض وفعل ونجح. فسمعت قدوسًا واحدًا يتكلم، فقال قدوس واحد لفُلان المُتكلِّم: إلى متى الرؤيا من جهة المُحرقة الدائمة ومعصية الخراب لبذل القدوس والجند مدوسين. فقال ليّ: إلى ألفين وثلاث مائة صباح ومساء فيتبرأ القُدس" [9-14]. ولا يقف الأمر عند مقاومة عبادة الله، وإنما يمتد إلى إفساد التعاليم الإلهية، إذ يقول عنه أنه "طرح الحق على الأرض" [12]. هكذا تربط الرؤيا بين العبادة والتعليم السليم. من جانب آخر فإن عدو الخير يستطيع أن يطرح الحق على الأرض، لكنه لا يقدر أن ينتزعه عن السماء. وكأن من يحيا في السماويات يحمل بجوار العبادة الروحية الحق ذاته فيه. إذ ارتفع قلب دانيال إلى السماء رأى ملاكًا (قدوسًا) يسأل ملاكًا آخر، وإن كان البعض يرون أنه يسأل كلمة الله: "إلى متى الرؤيا من جهة المحرقة...؟" فالملائكة لا يعرفون كل الأسرار (أف 3: 10)، لكن في حبهم للبشرية واشتياقهم إلى كمال مجدهم يتساءلون عما يخص الكنيسة، ولعلهم خشوا أن تطول مدة الضيقة فيفقد المؤمنون إيمانهم وأكاليلهم. |
|