منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 05 - 2023, 09:15 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

أيوب | جهله للسحب والبَرَدْ والرعد



جهله للسحب والبَرَدْ والرعد...

أَدَخَلْتَ إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْج؟
أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَد؟ِ [22]
بعد أن ناقش الله موضوع الخليقة أشار إلى الظواهر الطبيعية القائمة مثل نزول الثلج وهبوب الرياح وسقوط الأمطار. هذه كلها التي أوجدها الله من أجل كل إنسانٍ. كان يليق بأيوب أن يتأمل هذه الأعمال العجيبة التي لا يمكن للفكر البشري أن يحدها تمامًا، ومع أنها موجودة من أجله، عوض الانشغال بالتجارب التي تحل به. ليس وجه للمقارنة بين ما يسمح به الله للإنسان من ضيق وبين عنايته الإلهية بكل العالم من اجل الإنسان. يليق بالمؤمن أن يتسع قلبه وفكره ليمجد الخالق المدبر كل شيءٍ لأجله.
حينما يسقط الثلج في البلاد الباردة يدهش من الكميات التي لا حصر لها التي تسقط على بلاد بأكملها، فيبدو كأن السماء قد امتلأت مخازنها بالثلج والبَرَدْ.
يلمس سكان المناطق التي تتعرض للثلوج عناية الله بهم، ويرون في الثلوج كنوزًا ثمينة. فهي تحفظ للأرض دفئها فلا تنزل حرارتها إلى ما قبل الصفر بدرجات كثيرة، كما يعطي الثلج خصوبة للأرض. لهذا بعد فترة الثلج مباشرةً نجد النباتات في المنطقة التي كانت مغطاة بالثلج تنمو بسرعة عجيبة.
يستخدم الرب الثلج والبَرَدْ لتحقيق أغراضه كحفظ مؤمنيه من غارات الأشرار، فيُسقط عليهما الثلج والبَرَدْ في يوم القتال كما حدث وقت الطوفان وانصبت المياه من هذه المخازن لتغرق العالم الشرير، وكما رمى على الكنعانيين حجارة عظيمة من السماء (يش 10: 11).
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) في الثلج والبرد إشارة إلى القلوب الباردة من جهة محبة الله، كما قيل: "تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12). هذه القلوب يتطلع إليها الرب لا باستخفاف ولا بروح الغضب، وإنما كنوز تحتاج إلى من يحركها. لقد حرك بنفسه قلب شاول الطرسوسي الذي اعترف بأنه كان مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا، وأقام منه الرسول العظيم الملتهب بالغيرة المقدسة.
الَّتِي أَبْقَيْتَهَا لِوَقْتِ الضَّرِّ لِيَوْمِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ؟ [23]
استخدم الرب هذه المخازن لتأديب الأشرار (خر 9: 18؛ يش 10: 11؛ رؤ 16: 21؛ إش 28: 17؛ مز 18: 12- 13؛ حج 2: 17).


فِي أَيِّ طَرِيقٍ يَتَوَزَّعُ النُّورُ،
وَتَتَفَرَّقُ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ عَلَى الأَرْضِ؟ [24]
في ظاهرة السحب الرعدية يظهر نور البرق إلى لحظات؛ لكن من يقدر أن يصف بدقة كيف يصدر النور، وما هي سرعته، وما هو جوهره، وكيف يتبدد بسرعة إلخ.
يرى البعض أنه يتحدث عن النور المنبعث مع الفجر لينتشر على الأرض. مثل هذه الظاهرة بسيطة يلمسها البشر في حياتهم اليومية ومع هذا لا يدركون أسرارها.
يسأل أيضًا أيوب إن كان يدرك كيف تتوزع الريح الشرقية على المناطق. ولعله ربط بين النور والريح الشرقية بكون مصدرهما هو من الشرق، وينتشران على المناطق والبلاد ولا يستطع أن يتتبع انتشارهما.



مَنْ فَرَّعَ قَنَوَاتٍ لِلْهَطْلِ وَطَرِيقًا لِلصَّوَاعِقِ [25].
يبدو للإنسان كأن لا ضابط للأمطار ولا لتجمع المياه في قنوات متفرعة، ولا عندما تغمر المياه الكثير من الأراضي حتى كأنها قد خرجت عن طاعة الله الذي حدد مسارها.
كل الأمور تسلك بسماحٍ إلهي، وقد قيل عن قلب الملك إنه في يد الله كجداول مياه حيثما شاء يميلها (أم 21: 1).
وكما يوجه الله جداول المياه، هكذا له سلطان على مسار الصواعق.


لِيَمْطُرَ عَلَى أَرْضٍ حَيْثُ لاَ إِنْسَان،َ
عَلَى قَفْرٍ لاَ أَحَدَ فِيه [26].
إن كان الله يحدد حتى أماكن المطر، ففي عنايته بخليقته يسمح بالمطر حتى في الأماكن غير الآهلة بالسكان، لكي تجد وحوش البرية ماءً، أو إن عبر بها مسافر.


لِيُرْوِيَ الْبَلْقَعَ وَالْخَلاَءَ وَيُنْبِتَ مَخْرَجَ الْعُشْبِ؟ [27]
إن كان الله يهتم بالإنسان بصفة خاصة، إلا أنه لا يتغافل المخلوقات الدنيئة التي في البراري، والحيوانات المفترسة. وكما يقول المرتل: "المفجِّر عيونًا في الأودية، بين الجبال تجري. تسقى كل حيوان البر تكسر الفراء (الحمار الوحشي) ظمأها" (مز 104: 10-11).



هَلْ لِلْمَطَرِ أَبٌ، وَمَنْ وَلَدَ مَآجِلَ الطَّلِّ؟ [28]
سبق فتحدث عن البحر العظيم كطفلٍ خرج من الرحم بأمر الله، قمَّطه بالضباب، وكساه بالسحاب، وكأن الله أشبه بمربية حتى للبحر الجماد. الآن يتحدث عن الطل، القطرات غير المحصاة فيصورها كمولود حديث يهتم الله حتى بقطرة الطل! إنه عامل في كل الطبيعة بطبيعته الصالحة الفائقة.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله كثيرًا ما يستخدم تعبير الولادة حتى بالنسبة للخلائق الجمادات، ليؤكد ليس من خليقة جاءت مصادفة، إنما كل الأمور هي في ذهن الله الكلي الحب والرعاية.
* "من هو أب للمطر؟! ومن ولد قطرات الطل؟!" (أي 38: 28)
من كثّف الهواء في السحب، وربطها ليحمل مياه الأمطار فتأتي ذهبية اللون (أي 37: 22) من الجنوب، بنظام واحد تارة، وفي شكل دوائر متعددة وأشكال متباينة تارة أخرى؟!
من يحصي الغيوم بالحكمة (أي 38: 37)، إذ قيل في أيوب يعرف انفصال السحاب؟! (أي 33: 16 LXX)
من هو "المخرج الريح من خزائنه" (أي 35: 7)، وكما قلنا قبل "من ولد قطرات الندى ومن بطن من خرج الثلج؟!" (مز 135: 7؛ أي 38: 28) فإن مادتها ماء وقوتها كالحجر!
في وقتٍ ما يصير الماء ثلجًا كالصوف (راجع مز 16:147)، وأخرى يذريه صقيعاً كالرماد، وثالثة تصير مادة حجرية. إنه يحكم الماء كما يريد.
* طبيعة الماء واحدة لكن عمله متعدد في القوة، فيعمل في الكرمة خمرًا يفرح قلب الإنسان، وفي الزيتونة زيتًا يلمع وجهه، وفي الخبز يسند قلب الإنسان (مز 15:104)، ويوجد في كل أنواع الفاكهة التي خلقها الله.
القديس كيرلس الأورشليمي


مِنْ بَطْنِ مَنْ خَرَجَ الْجَلِيدُ؟
صَقِيعُ السَّمَاءِ مَنْ وَلَدَهُ؟ [29]
تتجمد المياه لتصير جليدًا وثلجًا لفترة وجيزة للغاية وبكميات يصعب أو يستحيل حصرها تكشف عن عجز الإنسان عن إدراك ظواهر طبيعية تتم أمامه وبسرعة لا يتوقعها. أية قوة مخلوقة تقدر أن تتمم هذه الظواهر العجيبة؟


كَحَجَرٍ صَارَتِ الْمِيَاهُ. اخْتَبَأَتْ.
وَتَلَكَّدَ وَجْهُ الْغَمْرِ [30].
يتألم البابا غريغوريوس (الكبير) أن اليهود الذين كانوا يشبهون الأمطار التي تروي الأرض، بسبب عدم إيمانهم فقدوا كل حرارة روحية وصاروا أشبه بحجارة باردة ثلجية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | جهله قوة الله في الجو والظواهر الطبيعية
أيوب | جهله للكواكب وأثرها على الأرض
أيوب | جهله لإدراك ظل الموت والظلمة
أيوب | جهله كيف يبرز نور الفجر
أيوب | جهله لوضع حدود للبحار


الساعة الآن 12:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025