منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 03 - 2023, 05:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

* بينما يوبخ الأشرار نفوس الصالحين، يُظهرون من يوبخونهم بأنهم شهود عليهم. بينما النفس التي تئن تحصر نفسها في الصلاة، تتحد في داخلها لتسمع العلي، وذلك بذات العمل الذي تعاني منه من اعتداد الناس... لأن سخرية زملائه المخلوقين له تجعله قريب الله (صديقه)، هذا الذي براءته تجعله متغربًا عن شر زملائه المخلوقين...
إنها حكمة الأبرار التي تجعلهم لا يطلبون الظاهر في شيء، بل يدركون المعاني بالكلمات، يحبون الحق كما هو، متجنبين الزهو الباطل.
لا يمارسون الأعمال الصالحة ليحملوا شر (الكبرياء)، فيجدون فيه بهجة أكثر من بهجة ممارستها.
إنهم لا ينتقمون للضرر، حاسبين كل إهانة من أجل الحق مكسبًا!
لكن بساطة الأبرار هذه يضحك عليها (الأشرار) في استخفاف، فيحسب حكماء هذا العالم صلاح النقاوة جهالة. فإنه دون شك كل ما يمارس في براءة يحسبونه غباوة، وتبدو لهم ممارسة كل قوانين الحق ضعفًا بالنسبة للحكمة الجسدانية... أما بالنسبة للديان الخفي فمثل هذا (المتسم بالبراءة) مشرق بالفضائل، مملوء بهاء ينبع عن استحقاقات حياته. إنه يخشى أن يُكرم، لا ينقبض عندما يُحتقر، يدرب جسده بالعفة، خصب بالحب وحده في النفس... يتهلل عندما يُشتم، ويتحنن على المنكوبين من قلبه، ويفرح لنجاح الصالحين كأنه نجاح له. يتأمل بدقة مؤونة الكلمة المقدسة في القلب، وعندما يُمتحن يوجد بلا خبرة في إعطاء إجابة مزدوجة. إنه مصباح، لأنه يضيء في الداخل، يسخر منه لأنه لا يضيء في الخارج. في الداخل يتلألأ بلهيب الحب، وفي الخارج يشرق دون بهاء المجد (الباطل). إنه يُشرق ويُحتقر، هذا الذي يتلألأ بالفضيلة ويحسب محتقرًا.
هكذا كان القديس داود يتطلع إليه والده باستخفافٍ عندما رفض أن يقدمه أمام عيني صموئيل النبي، وذلك عندما قدم أبناءه السبعة لنوال عطية المسحة. وعندما سأله النبي إن كان قد جاء بكل أبنائه، أجابه في استخفاف: "بقي بعد الصغير، وهوذا يرعى الغنم" (1 صم 16: 11). وعندما أحضره وأُختير سمع الكلمات: "الإنسان ينظر إلى العينين، وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" (1 صم 16: 7).

وأيضا الكارز البارع قلل من مجد رسوليته أمام أعين الناس، قائلًا: "ولا استخدمنا السلطان حين كنا مثقلين بكوننا رسل المسيح، بل جعلنا أنفسنا أطفالًا صغارا بينكم" (راجع 1 تس 2: 6-7).



البابا غريغوريوس (الكبير)

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فخ الأعمال الصالحة
الأعمال الصالحة وأهميتها
الأعمال الصالحة
في العكوف على الأعمال الوضيعة عند التقصير عن الأعمال السامية
الأعمال الصالحة


الساعة الآن 10:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024