رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصيب منسى بكر يوسف... في الميراث الروحي لا يوجد التزام ببكورية الجسد بل الروح، فاحتل يهوذا مركز الصدارة مع أنه ليس بكرًا حسب الجسد، والآن نجد منسى يأتي بعد أفرايم الأصغر منه حسب الجسد، لقد نُزعت بكورية منسى ليسبقه أفرايم في التمتع بالميراث، لأن أفرايم يعني ثمر الروح المتكاثر، أما منسى فيعني نسيان العالم. يمكننا القول بأن ابني يوسف أفرايم ومنسى يمثلان عملًا واحدًا متكاملًا، أفرايم يُقدم الجانب الإيجابي وهو الشبع بثمر الروح والدخول إلى الحياة السماوية، أما منسى فيُمثل الجانب السلبي، وهو نسيان هموم العالم وملذاته. حقًا لا شبع بالسماويات دون التخلي عن محبة الزمنيات، ولا نسيان دون التمتع بالسماويات، ولكن الجانب الإيجابي يُعطى له الأولوية. في أكثر من موضع يرتبط السبطان معًا أفرايم ومنسى فيقول المرتل: "قدام أفرايم وبنيامين ومنسى أيقظ جبروتك وهلم لخلاصنا" (مز 80: 2) ويقول القديس أغسطينوس: [يظهر الله أمام أفرايم ومنسى... إنك تظهر أمام من هو مثمر، كما تظهر أمام من ينسى حتى لا يعود بعد بل تكون له الذاكرة التي تنقذه]. ويعلق القديس جيرومعلى كلمة "منسى"، قائلًا: [تعني (نسيان)... فإن الابن الذي أخذ ميراثه وبدده، نسى ما يخصني، وها هو الآن يتذكرني. إني أدعوه منسى، من "النسيان"، لأنه لم ينسى بل رجع إلى أبيه]. وكأن سبط منسى إنما يُشير إلى الإنسان الراجع إلى حضن أبيه بعد أن نسيه زمانًا، لكنه عاد فتذكره ولا يعود ينساه. يتمتع الابن الراجع إلى أبيه بنصيب منسى الذي يضم في تخمه مدينة شكيم، التي أُعطيت للاويين وقد اختيرت كإحدى مدن الملجأ (يش 20: 7). لشكيم ذكريات مقدسة في ذهن الشعب القديم فبالقرب منها خيم إبراهيم (تك 12: 6)، وهناك ابتاع يعقوب حقلًا نصب فيه خيمته (أع 7: 16)، وبالقرب منها رعى إخوة يوسف أغنامهم (تك 37: 12-13)، وفيها قرأ يشوع سفر الشريعة (يش 8: 30)، وقدم للشعب خطابه الوداعي (يش 24: 1)... وكما أبغض الله شيلوه لانحرافها هكذًا أيضًا بالنسبة لشكيم التي أقيم فيها مذبح للبعل (قض 8: 33، 9: 4)، وهناك ثار عشرة أسباط بني إسرائيل وأقاموا يربعام بن نباط ملكًا عليهم (1 مل 12: 1-9)، فصارت عاصمة إسرائيل في عهده (1 مل 12: 25) ومركزًا للسامريين... قد صارت رمزًا لانقسام الشعب وانتزاع روح الحب والوحدة. ["شكيم" في العبرية تعني (كتف - الجبل)، ربما لأنها عند سفح جبل جرزيم (قض 9: 7) في الوادي بين هذا الجبل وجبل عيبال. مع بداية القرن العشرين لا يُشكْ في أنها كانت في موقع "تل البلاطة" التي تبعد ميلًا ونصف شرق نابلس، والتي يرى البعض أنها أيضًا شكيم القديمة. والأخيرة "نابلس" تبعد حوالي 41 ميلًا شمال أورشليم، خمسة أميال ونصف جنوب شرق السامرة. يوجد في هذه المنطقة قليل من السامريين ولهم معبد خاص بهم، فيه يمارسون عبادتهم أيام السبوت، ولهم مدرسة لتعليم اللغة السامرية ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نصيب منسى |
أول وصية أمر الله بها موسى بعد الخروج مباشرة هي: قدِّس ليّ كل بكر |
وصية الدكتور يوسف والى قبل وفاته |
أهم وصية أوصى بها يسوع |
وصية الأنبا موسى بمشروع «جرس وأذان» بآداب حلوان |