رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَرَى ذَلِكَ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ، وَتَحْيَا قُلُوبُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ [32]. ليس ما يُسر قلب المؤمن أكثر من قبول الله لذبائح الحمد والشكر والتسبيح. إنه بهذا ينعم بعربون الحياة الأبدية والشركة مع السمائيين. "يُسبِّح الرب طالبوه، تحيا قلوبكم إلى الأبد" (مز 22: 26). يرى القديس أغسطينوس أن المؤمن وهو يوجه بصيرته الداخلية لتتفرس في الله إنما تطلبه لكي تجده فتحيا نفسه. وإذ تجده تشتاق إليه لتبلغ إلى أعماق جديدة فتطلبه، وتبقى في هذا الطلب في نمو دائم لا ينقطع! * لنوجِّه نظرات عقولنا بمعونة الرب، فتطلب الله. كلمة النشيد الإلهي هي: "اطلبوا الله، فتحيا نفوسكم" (راجع مز 69: 33). لنطلب ذاك الذي يوجد، بهذا نطلب الموجود. إنه يختفي لكي نبحث عنه ونجده. إنه فوق كل قياس حتى عندما يوجد؛ وعندما يوجد يمكن أن يُبحَث عنه... لهذا لم يُقل: "اطلبوا وجهه دائمًا" كما يحدث بالنسبة لبعض البشر: "دائمًا تتعلمون ولن تبلغوا معرفة الحق"، بل بالحري يُقال عنه: "عندما يبلغ الإنسان إلى النهاية عندئذ تكون البداية". * اطلبوا الرب يا أيها المساكين، الجائعين والعطاشى، فإنه هو نفسه الخبز الحي النازل من السماء (يو 6: 33، 51). "اطلبوا الرب فتحيوا". أنتم تطلبون خبزًا لكي يحيا جسدكم، وتطلبون الرب لكي تحيا نفسكم. القديس أغسطينوس |
|