رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نموذج يشتهيه لنا السمائيون طلب رئيس الملائكة من طوبيا أن يُقَدِّم هو وزوجته نموذجًا لكيفية بدء الحياة الزوجية في الرب. أولاً: في الليلة الأولى يحرق طوبيا كبد السمكة وقلبها مع بخور وتقديم صلوات، فلا يطيق الشيطان رائحة البخور المُصَاحِبة للصلوات، فيهرب ولا يرجع إلى هذا البيت المقدس الذي تفوح فيه رائحة المسيح الذكية. إن كان حرق قلب السمكة وكبدها يشير إلى ذبيحة السلامة في العهد القديم، فإنه يليق بالعروسين في العهد الجديد أن يحسبا بيت الزوجية كنيسة مقدسة، ومخدعهما هو لقاء عند ذبيحة صليب ربّ المجد حيث يتمتَّع العروسان بالاتحاد معًا في المسيح يسوع المصلوب. فإذ صالح السماء مع الأرض بذبيحة صليبه، يُصَالِح أيضًا العروسين مع السماء، كما يهبهما مصالحة دائمة مع بعضها البعض في جوٍ شبه سماوي، لا يقدر إبليس أن يفسده. ثانيًا: إن كان سرّ اتحادهما معًا وتمتُّعهما بالحياة السماوية هو السيد المسيح المصلوب، ففي الليلة الثانية يتجلَّى أمامهما بكونهما كنيسة المسيح ويدخلان في شركة مع القديسين. إذ يختليا معًا خاصةً بالليل، يشعران أنهما ينتسبان لأسرة خفية مقدسة، ويُدرِكان أن الله أبوهما السماوي وأن القديسين اخوة لهما، يصلّيان معًا ليكملا كل حياتهما في سلام الله وفرح الروح، والانشغال بالسماويات المقدسة. ثالثًا: أما في الليلة الثالثة فيُدرِكان أنهما ينتسبان لأب الآباء إبراهيم، ويطلبان أن يكون نسلهما بالحق أولاد إبراهيم، لهم حق الميراث لا في كنعان، أرض الموعد، بل في أورشليم السماوية حيث يحسبان "ورثة الله، ووارثان مع المسيح" (راجع رو 8: 17). خلال هذه الليالي الثلاثة، يتعرَّف العروسان كيف يمارسان حياتهما الجديدة، التي تحمل لمسة سماوية (الليلة الأولى)، لا ينحرفان عن التطلُّع إلى المسيح المصلوب (الليلة الثانية)، ويشتهيان أن تنشغل الأجيال القادمة بأورشليم العليا (الليلة الثالثة). |
|