رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"طوبى للذي يتفهم في أمر المسكين والفقير، في يوم السوء ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه، ويجعله في الأرض مغبوطًا، ولا يسلمه بأيدي أعدائه" [1-2]. المسكين الذي يلزمنا أن نتفهم أمره هو السيد المسيح، الذي لأجلنا وهو الغني افتقر. صار كمن هو بلا معين وهو خالق الكل؛ يطلب من السامرة أن تعطيه ليشرب (يو 4: 7)... مشتاق إلى قلوب أولاده التي يغمرها بينابيع حبه ويشرب هو منها! لننظر إلى مسيحنا الذي صار عبدًا مسكينًا، لننظره في آلامه وفي صلبه وهو يصرخ: "أنا عطشان"! لقد قدم له التلاميذ طعامًا، أما هو فقال لهم: "أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم" (يو 4: 31). أما هو هذا الطعام إلا اتحادنا به، وقبولنا آلامه وصلبه فننعم بقوة قيامته وأمجادها! "تفهموا في أمر المسكين والضعيف، أي في أمر المسيح. افهموا فيه الثروات الخفية؛ ذاك الفقير الذي ترونه "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3)... تفهموا أيضًا أمر المساكين والمعوزين والجائعين والعطاش والعرايا والمرضى والمسجونين. تفهموا أيضًا أمر هؤلاء المساكين؛ فإن تفهمتم أمر هؤلاء تفهمون ذاك القائل: "كنت جوعانًا وعطشانًا وغريبًا وعريانًا ومريضًا ومسجونًا" (راجع مت 25: 35-36)... القديس أغسطينوس |
|