رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم المعمودية والفردوس الأول: يقارن بين الخلقة الأولى حيث وجد الإنسان، جنة عدن وبين تجديد الخلقة في جرن المعمودية قائلًا: "هناك كان العبد مع سيده، أما هنا فيتم الميثاق بين صديق وصديقه. هناك قيل "يوم تأكل منها موتًا تموت"، فكان التهديد هو الوسيلة، أما هنا فلا أثر للتهديد... هنا يوجد عري كما كان هناك، لكن العري هناك سببه الخطية، أما هنا فيتم العري لكي يتحرر الإنسان من الخطية. هناك خلع الإنسان مجدًا سبق أن ناله، أما هنا فيخلع إنسانه العتيق، يخلعه بسهولة كما يخلع ثوبه قبل صعوده من المعمودية. هنا يدهن ليحسب مصارعًا مدرجًا اسمه في قائمة المصارعين. هنا يتم الميلاد مرة واحدة وليس تدريجيًا... هناك أخذ الله ترابًا من الأرض وخلق الإنسان، أما هنا فلا أثر للتراب، إنما الروح القدس هو الذي يشكله ويجعله صالحًا... الله لا ينطق هنا (ليخلق) في الفردوس، بل في السماء، فإن ما يحدث لا يتم على الأرض بل ينقلك إلى السماء في حضرة الملائكة. يرفع الله نفسك إلى فوق ويصلحها، ويقيمها بجوار عرشه الملوكي. في الماء يتشكل الإنسان، فيتقبل الروح عوض النفس، ولا يحضر له الله حيوانات بل يأتي إليه بالشياطين مع رئيسها، قائلًا له: "تطأ الحيات والعقارب". يقيمك الله لا لتحفظ الجنة بل لتصير مواطنًا سماويًا. لا تعود تبصر أودية أو أشجار أو ينبوعًا، بل تنال الرب نفسه وتختلط بجسده العلوي الذي لا يقدر الشيطان أن يقترب إليه... فإنك مادمت لا تنزل إليه لا يقدر هو على الصعود إليك، لأنك في السماء، أنه لا يقترب إلى السماء. هنا لا توجد شجرة معرفة الخير والشر، بل توجد شجرة الحياة وحدها. لا يعود يخلق من جنبك امرأة، إنما قد أخذنا نحن جميعًا من جنب المسيح |
|