كما صبرت العذراء فأن كنا اذاً نرغب أن نوجد حقاً أولاداً لها، فيلزمنا أن نجتهد في أن نقتفي أثرها في فضيلة الصبر. فيقول القديس كبريانوس: ترى أي شيءٍ يمكنه أن يصيرنا أغنياء بالأستحقاقات في مدة حياتنا على الأرض، وبنوالنا المجد العظيم في الأبدية، الا أحتمالنا الآلام بصبرٍ: فقد قال الله على لسان نبيه هوشع (ص2ع6): فلأجل هذا، هأنذا أسيج طريقك بالشوك. وقد أضاف الى ذلك القديس غريغوريوس الكبير بقوله: أن طرق المنتخبين مسيجة بالشوك: على أنه كما أن الشوك يستعمل سياجاً لكروم لحفظها من الخطفة. فهكذا الباري تعالى يسيج بشوك المصائب والأحزان والآلام عبيده الأبرار، ليحفظهم بذلك من أن تتعلق قلوبهم بمحبة الأشياء الأرضية، ولهذا يختتم قوله القديس كبريانوس:" بأن الصبر هو ذاك الذي ينقذنا من الخطيئة ومن الجحيم". بل أن الصبر هو الذي يصير المتمسكين به قديسين كاملين. كما يشير الى ذلك القديس يعقوب الرسول بقوله: والصبر فليكن له عملٌ لتكونوا كاملين وتامين غير ناقصين في شيءٍ: (يعقوب جامعه ص1ع4)