رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا11 من يغلب...(2) السبت 22 فبراير 2014 - بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث تأمل آخر في قول السيد الربمن يغلب فسأعطيه.. إنها عبارة تدل بكل تأكيد علي لاهوت السيد المسيح. فهو في كل تلك الرسائل يقف موقف الديان الذي يحاسب ويعطي الذي يقول لكل إنسان أنا عارف أعمالك 3,2,19 ويقول أيضا القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتحرؤ3:7 حقا من هو هذا الذي يعطي إكليل الحياة ويعطي الأكل من شجرة الحياة ويعطي أحدا أن يكون عمودا في هيكل الله ويجعله يجلس معه في عرشه ولايمحي اسمه من سفر الحياة؟!ومن هذا الذي يعطي سلطانا علي الأمم ؟ومن ذا الذي بسلطانه أن ينقذ من الموت الثاني؟ أليست كلها دلائل علي لاهوته ؟إنها لكذلك.. رسائل الرب في سفر الرؤيا تدل علي لاهوته وكذلك باقي السفر وكل إنجيل يوحنا ورسائله لمن يتأمل. +++ يقول:من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس اللهفما هي شجرة الحياة؟وماهو فردوس الله؟ إن هذا يذكرنا بما ورد في الإصحاحين 3,2 في سفر التكوين. وردت شجرة الحياة ثم قيل بعد خطية أبوينا الأولين إن اللهأقام شرقي جنة عدن الكاروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسه طريق شجرة الحياةتك3:24وما عدنا نسمع عن الجنة ولاعن شجرة الحياة ولكننا الآن-في سفر الرؤيا-نسمع عن شجرة الحياة وفردوس الله. إن ما فقده الإنسان الأول بحرمانه من شجرة الحياة, وعد السيد المسيح بأن يعيده إلينا في مكافأته للغالبين. إن شجرة الحياة في سفر التكوين كانت رمزا لشجرة الحياة في سفر الرؤيا. +++ عندما خلق الله آدم لم يعطه وصية بعدم الأكل من شجرة الحياة لكنه منع عنها لما أخطأ ووعد الرب بالأكل منها لمن يغلب. إن كان الأكل من شجرة الحياة يعني الحياة إلي الأبد إذن ما كان ممكنا أن يحيا الإنسان الأول إلي الأبد وهو في حالة الخطية فكان لزاما إذن حراسة الطريق إلي شجرة الحياة بسيف من نار إلي أن يتم الفداء ثم يأخذ الإنسان استحقاقات الفداء بالثوبة وبأن يغلب. +++ الأكل من شجرة الحياة لايعني مجرد الحياة إنما يعني الحياة في النعيم الأبدي. وفي ذلك كان الرب يقول عن عمل الخير افعل هذا فتحياوفي آخر سفر التثنية يقول الربها قد جعلت قدامك الحياة والموت البركة واللعنة فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك إذ تحب الرب إلهك وتسمع لصوته...تث30:20,19 +++ ليس المهم أن يحيا الإنسان مجرد حياة إنما الأكل من شجرة الحياة يعني الحياة الأفضل, الحياة السعيدة, الحياة المقدسة, الحياة التي لاتنتهي, الحياة الأبدية حياة من نوع آخر من النوع السامي المجد, لأننا سنقوم من الموت علي شبه جسد مجدهأف3:21سنقوم بأجساد روحانية في مجد وفي قوة1كو15:44,43ولكن كل واحد يتميز عن الآخر حسب درجته لأن نجما يمتاز عن نجم آخر في المجد1كو15:41 +++ والبعض يقول إن شجرة الحياة ترمز إلي السيد المسيح لأنفيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناسيو1:4وهو قال عن نفسه أنا هو القيامة والحياةيو11:25أنا هو الطريق والحق والحياةيو14:6والقديس بولس الرسول يقوللي الحياة هي المسيحفي1:21. فإن كانت شجرة الحياة هي المسيح فما معني الأكل من شجرة الحياة في مثل هذه الحياة؟معناه أن تتغذي به, بحبه بنوره بحياته فيك كما قال بولس الرسول أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيغل 2:20. وكما قال داود النبي في المزمورذوقوا وانظروا ما أطيب الربمز 34:8وهكذا يكون-بهذا المعني-الأكل من شجرة الحياة أي التمتع بالله في النعيم الأبدي. هذا بالمعني الروحي لأن ملكوت الله ليس أكلا وشربا. +++ يقول شجرة الحياة التي في وسط فردوس الأول فما هو فردوس الله هذا؟ ليس الفردوس هو جنة عدن التي اختفت وانتهت كما أن تلك الجنة كانت أرضية وفيها أشجار وثمار وترويها أربعة أنهارتك2 أما الفردوس فهو سماوي قال عنه بولس الرسول إنه السماء الثالثة. إذ قال إنه اختطف إلي السماء الثالثة.. إلي الفردوس2كو12:4,3والسيد المسيح حينما قال للص المصلوب معهاليوم تكون معي في الفردوسلو23:43لم يقصد تكون معي في جنة علي الأرض إنما تكون معي في فردوس في السماء. هذا الفردوس السماوي هو مسكن الأبرار تكون فيه أرواح الأبرار بعد الموت, مع المسيح إلي أن ينتقلوا إلي الملكوت إلي أورشليم السمائية مسكن الله مع الناسرؤ21:3,2 والمتع هناك ليست متعا أرضية أو جسدية +++ قال:من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني. وعبارة الثاني تعني أن هناك موتا يسبقه فما هما؟ الموت الأول هو انفصال الروح عن الجسد وانفصال الإنسان عن العالم الحاضر أما الموت الثاني فهو انفصال الإنسان عن الله وعن مجمع الأبرار ويعني أيضا إلقاءه في الظلمة الخارجية في أتون النار. حيث يكون البكاء وصرير الأسنانمت13:42-50 وورد فيرؤ20:14وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار هذا هو الموت الثانيوطبيعي أن الذي يغلب لايؤذيه هذا المصير أي الموت الثاني. |
|