رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا17 جعلت أمامك بابا مفتوحا..ويعرفون أني أحببتك(2) السبت 31 مايو 2014 حقا لايكفي أن الإنسان يجد نعمة عند الله بل يجب أن يحافظ عليها. ما أصعب أن نعمة نالوها بأن صارواشعب اللهفيتطور الأمر إلي أن يلقبهم الله بأنهم مجمع شياطين!ليسوا مجرد أتباع الشياطين بل هم أنفسهم صاروا مجمع شياطينأين إذن ذلك الماضي الجميل؟لم يحافظوا عليه ففقدوه وكأن الله يقول لهم:أنا أردت لكم الخير ولكنكم أردتم لأنفسكم الشر والهلاك بدأتم بالروح وأكملتم بالجسدغل3:3وهكذا ضاع منكم لقب شعب الله وضاعت المكانة العظيمة التي كانت لكم أيام الآباء:إبراهيم وإسحق ويعقوب وأيام الأنبياء موسي وداود. هؤلاء القائلين إنهم يهود وليسوا يهودا بل يكذبون كان لهم لقبإسرائيلالقديم واليوم أصبحت لهذا الاسم معان أخري فهو يرمز إلي الكنيسة المسيحية الجديدة فأعضاؤها هم أبناء إبراهيم بالروح حسب الإيمان وليس حسب الجسد لأن الذين من إيمان إبراهيم أولئك هم أبناء إبراهيم,هم إسرائيل حسب الجسد ولكن ليس حسب الروح لذلك قال عنهم الرب إنهم ليسوا يهودا بل يكذبون لم يعودوا شعب الله. ينطبق عليهم قول الربالحق أقول لكم أني لا أعرفكم قطمت7:23كانوا خاصته وإلي خاصته جاء وخاصته لم تقبلهيو1:11ففقدوا هذا اللقب أيضا وأصبح خاصته الذين آمنوا به. كانوا يهودا وهم الآن ليسوا يهودا لأنهم كانوا في بدء أمرهم مؤمنين. ثم صاروا أعداء للإيمان وقاوموا المسيح بكل الطرق. قاوموا المسيحية منذ نشأتها قدموا السيد المسيح للوالي الروماني وصرخوا بكل أصواتهم اصلبه اصلبه-دمه علينا وعلي أولادنامت27وهم الذين قاوموا رسل المسيح وألقوهم في السجن وحاولوا منعهم من الكلامأع5,4هم الذين رجموا أول شهيد في المسيحية القديس أسطفانوسأع7وكانوا برسائل من رئيس الكهنة يجرون من المسيحيين رجالا ونساء إلي السجن كما كان يفعل شاول الطرسوسي حينما كان واحدا منهمأع9:2. واستمروا في اضطهاد المسيحية إلي النهاية فغضب الرب عليهم....إنهم درس لكل من يرتد ويستحق العقوبة كما قال القديس بولس الرسولإن كان الله لم يشفق علي الأغصان الطبيعية فلعله لايشفق أيضا علي التي طعمترو11:11 يقول الرب:أصيرهم يأتون ويسجدون عند قدميكرؤ3:9 ما أعظم هذه النصرة علي الأعداء التي يعطيها الرب لأحبائه!كنا قديما نفرح بالآية التي تقول إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضا يساعدونهأم16:7فكم بالأكثر قول الرب هنا إنه يجعلهم يأتون ويسجدون أمام رجليه!ولكن أليس هو القائلللرب الهك تسجد وإياه وحده تعبدمت4:10فكيف يجعل هؤلاء الأعداء يسجدون أمام راعي فيلادلفيا؟ إنه سجود الاحترام والخضوع وليس سجود العبادة... ولعل هذه الآية تذكرنا بالبركة التي نالها يعقوب أبو الآباءكن سيدا لأخوتك وليسجد لك بنو أمكليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائلتك27:29. وأيضا البركة التي نالها يوسف إذ يسجد له إخوته كما في الحلمين اللذين أظهرهما له اللهتك37:5-8وقد كان تك50:18 وقد سجد أبونا إبراهيم أمام بني حثتك23:7وسجد يعقوب أمام عيسو تك33وسجد كثيرون أمام داود الملك1مل1 ولم يكن شيء من هذا كله وأمثاله سجود عبادة بل سجود احترام. إن وعد الرب لراعي كنيسة فيلادلفيا رد صريح وواضح للذين يلوموننا عن السجود أمام أجساد القديسين وأمام رؤساء الكهنوت. فهنا ليس مجرد سماح من الله بالسجود بل أمر منه بذلك وهذا السجود المسموح به علي نوعين:نوع الاحترام والتوقير والنوع الآخر هو سجود الخضوع كما حدث ليوسف بعد الإذلال السابق الذي ناله من إخوته ,كما يحدث لراعي كنيسة أفسس من اليهود الذين اضطهدوا الكنيسة وهذا أيضا يذكرنا بالطلبة التي تطلبها الكنيسة من أجل الأب البطريرك أو الأسقف أن يخضع الرب أعداء الكنيسة عند قدميه. علي الأقل -في هذا السجود-لانطلب خضوع مجرد الأعداء من البشر بل بالأكثر نطلب إخضاع الشياطين وقوي الشر إن كان المطلوب هو خضوع الأعداء تحت أقدامنا فإن أخطر عدو منهم هو الشيطان نطلب من الرب أن يخضعه ويبعده ويقول له عبارته الخالدةاذهب يا شيطانمت4:10نحن لانريد منه خضوعا تحت أقدامنا إنما يكفي بعده عنا..ولو أن قديسين كبارا كانوا يطردون الشياطين بل يعذبونهم...قديس منهم كان في قلايته فجاء الشيطان يحاربه فربطه خارج القلاية وجاء شيطان آخر فربطه أيضا وكذلك فعل بشياطين آخرين فظلوا يصرخون فقال لهمامضوا واخزوافمضوا في خزي شديد أما أنت فعليك أن تصلي نجني يارب من هؤلاء الذين يضطهدونني فإنهم قد اعتزوا أكثر مني قاموا علي وطلبوا نفسي ولم يجعلوا الله أمامهم مز54:3 وقال الرب في إخضاعهم فيعرفون أني أنا أحببتك. لم يقل:فيعرفون أنك قوي أو شجاع أو صامد في محاربتهم وإنما قال:فيعرفون أني أنا أحببتك...محبة الله لنا هي التي تخضع كل عدو مقاوم ذلك لأن الحب للرب ..وداود عندما وقف أمام جليات الجبار قال لهاليوم يحبسك الرب في يدي فأقتلك..فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله1صم17:46ما أكثر القصص في سير القديسين عن علاقة الرب بهم وكثرة إحساناته علي الناس بسببهم يكفي قوله في قصة حرق سادوم....إن وجد عشرة أبرار في المدينةلا أهلكالمدينة لأجل العشرةتك18:32. |
|