![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا9 ![]() أكتب إلي ملاك كنيسة برجاموس السبت 28 ديسمبر 2013 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث قال السيد الرب للقديس يوحنا الرائي: اكتب إلي ملاك الكنيسة التي في برجاموس:هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين:أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسي الشيطان وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيماني حتي في الأيام التي كان فيها انتباس شهيدي الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان يسكن ولكن عندي عليك قليل أن عندك هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا مما ذبح للأوثان ويزنوا هكذا عندك أنت أيضا قوم متمسكون بتعليم النيقولاويين الذي أبغضه فتب وإلا فإني آتيك سريعا فأحاربهم بسيف فمي.من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي وأعطيه حصاة بيضاء وعلي الحصاة اسم جديد مكتوب لايعرفه أحد إلا الذي يأخذرؤ2:12-17 +++ اكتب إلي ملاك كنيسة برجاموس وكلمة برجاموس معناها الزواج أو الاقتران,وإذا أخذنا هذه الكنيسة بطريقة التتابع التاريخي فهي إذن تشير إلي عصر اقتران الكنيسة والدولة. وذلك من بداية سنة313م حينما أصدر قسطنطين الملك مرسوم ميلان الذي يسمح بالحرية الدينية وبمقتضاه انتهت فترة الاضطهاد الديني إلي فيها كان المسيحيون يعذبون ويسجنون ويقتلون بسبب تمسكهم بدينهم وأصبحوا أحرارا من جهة عبادتهم. بل أن قسطنطين الملك نفسه صار مسيحيا والدولة الرومانية صارت دولة مسيحية وهكذا اقترنت الدولة والمسيحية معا. +++ الكنيسة استراحت من الاضطهاد الديني بمرسوم ميلان ولكن الراحة قادت إلي ضرر من نوع آخر وكان عهدسميرنافي الألم أفضل. حينما كانت الكنيسة في آلام ومرارة الاضطهاد كان إيمانها أعمق وكان المؤمنون يفرحون بالاستشهاد ويسعون إليه وكانت الصلوات أكثر حرارة والتدقيق في الحياة الروحية أفضل وكان الناس أمناء حتي الموت في علاقتهم بالله,واعتبر الألم هبة من الله كما قال الرسول:قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا من أجلهفي 1:29لأنهإن كنا نتألم معه فلكي نتمجد أيضا معهرو8:17 وكثيرا ما يحدث أن الإنسان عندما يبعد عن بركة الألم قد يقع في قلة الحرص أو في الفتور أو التسيب لذلك قال القديس يعقوب الرسول أحسبوه كل فرح يا إخوتي,حينما تقعون في تجارب متنوعةيع1:2 +++ إن الشيطان جرب الكنيسة بالضيق عشرة أيامرؤ2:10 فلما انتهت العشرة أيام غير الشيطان أسلوبه لكي يتعب الكنيسة بالهرطقات وبالعثرات بتعاليم النيقولايين وتعليم بلعام. وربما تعاليم النيقولايين تشير إلي كل البدع والانحرافات العقائدية التي ظهرت بعد الحصول علي الحرية الدينية فبعد أن كان الاهتمام مركزا في التمسك بالإيمان المسيحي صار الناموس في ظل الحرية الدينية يبحثون في تفاصيل ذلك الإيمان وأدخل الشيطان في عقول البعض تفسيرات منحرفة تحولت إلي هرطقات. حقا إن الكنيسة في كل عصر لها نوعية من الحروب تحارب بها. +++ أما عن بلعام فتوجد قصته في سفر العددعد22-25 وقد حاول بالاق أن يدعوه إلي لعن الشعب فرفض ذلك وقال لعبيده ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبا لا أقدر أن أتجاوز وصية الرب...عد22:18ولكنه أخيرا إذأحب أجرة الإثم2بط2:15بدلا من أن يلعن الشعب بلسانه قدم لبالاق الطريقة التي ينال بها ذلك الشعب غضب الله عليهم وذلك بأنيلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ماذبح للأصنام ويزنوارؤ2:14وهكذا قيل في نهاية قصة علاقة بلعام وبالاق وأقام إسرائيل في شطيم,وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب. فدعون الشعب إلي ذبائح آلهتهن فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهنعد25:2,1وهكذا كان أسلوب بلعام ملتويا وفيه رياء:لم يلعن الشعب بشفتيه ولكنه وصل إلي لعنته بإلقائه في العثرة!! +++ وبالهرطقة من النيقولايينوالعثرةمن تعليم بلعامسيطر الشيطان وقال الرب لملاك كنيسة برجاموس إنكتسكن حيث كرسي الشيطان وكرر الرب هذه العبارةعندكم حيث الشيطان يسكنرؤ2:13 نحن نعلم من اعتراف الشيطان في قصة أيوب الصديق إنه يأتيمن الجولان في الأرض ومن التمشي فيهاأي1:7أي2:2..فإن كان قد استقر في مكان وسكن فيه وجعل فيه كرسيه فلاشك أن هذا المكان يكون أكثر الأمكنة خطورة من جهة عمل الشيطان! وهكذا كان وضعه الخطير بالنسبة إلي برجاموس ..وبالأكثر عمله ضد من قال له الربأنا عارف أعمالك ..وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيماني حتي في أيام قتل انتيباس الشهيد. واسم أنتيباس هذا قد يكون اسم شهيد في العصر الرسولي وقت كتابة سفر الرؤيا أو رمزا للشهداء بصفة عامة. +++ علي أن كرسي الشيطان وعمله وسكناه يجعلناه نتأمل بعض الشيء في صفات الشيطان وقدراته ومواهبه بصفة عامة. 1-إنه متعدد الأساليب: تارة يلقي البعض في السجن لكي يجربوا ويكون لهم ضيق عشرة أيامرؤ2:10كما فعل مع سميرنا وتارة يحارب بالهرطقات والعثرة كما فعل مع برجاموسرؤ2:15,14فهو يحاربهم بالحكام والولاة في عصور الاستشهاد فإن مضي عصر الاستشهاد الديني يحاربهم بالإغراء وبالانحراف الفكري. فإن كان القديس بولس الرسول قد قال صرت للكل كل شيء لكي أخلص علي كل حال قوما1كو9:22فإن الشيطان يكون لكل أحد كل شيء لكي يهلك علي كل حال قوما!! |
![]() |
|