رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا14 اكتب إلي ملاك الكنيسة التي في ساردس السبت 29 مارس 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث قال السيد الرب للقديس يوحنا الرائي: اكتب إلي ملاك الكنيسة التي في ساردس:هذا يقوله الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب:أنا عارف أعمالك إن لك اسما أنك حي,وأنت ميت!كن ساهرا وشدد ما بقي الذي هو عتيد أن يموت . لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله.فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب.فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص,ولا تعرف أية ساعة أقدم عليك. عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقون. من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته من له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائسرؤ3:1-6. هذا يقوله الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب. عبارة سبعة أرواح اللهأي السبعة أرواح التي تخدم الله,وتأتمر بأمره وتنفذ مشيئته ونضع أمام هذه العبارة قول الكتابالذي صنع ملائكته أرواحامز104:4. إذن هم سبع ملائكة أي هم رؤساء الملائكة السبعة:ميخائيل وغبريال ورافائيل وسوريال وباقي السبعة وقد ورد في الاصحاح الثامن في سفر الرؤيا ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام اللهرؤ8:2هؤلاء هم من أطلق عليهم سبعة أرواح اللهأي السبعة الأرواح التي له.يرسلها في مهام أساسية كما ورد في مواضع كثيرة من هذا السفر. أما السبعة الكواكب فهم ملائكة الكنائس السبعرؤ1:20إذن يقصد بالمجموعتين:خدامه السمائيين والأرضيين. +++ يقول لملاك كنيسة ساردس:أنا عارف أعمالك: إن لك اسما أنك حي وأنت ميت!. وعبارة ميت تعني ميت بالخطية,كما يقول الكتاب كنتم أمواتا بالذنوب والخطاياأف2:1ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح1ف2:5وكما قال الآب في عودة ابنه الضالابني هذا كان ميتا فعاشلو15:32,24إذن فهذه الرسالة مرسلة إلي شخص خاطيء. هنا وأعجب كيف يدعوه الرب ملاكا علي الرغم من أنه خاطيء! بل وصلت درجة خطيئته إلي مستوي ميت.والرب في رسالته إليه يدعوه إلي التوبة وينذره إن لم يتبرؤ3:3ويقول له:إن أعمالك ليست كاملة أمام الله. عجيب هو الرب في حفظه لكرامة الرعاة التابعين له! مازال يدعو راعي ساردس ملاكا ويعهد إليه بمهام يقوم بها ويريه أن التوبة ممكنة وكذلك إمكانية إن يغلب.. مبارك أنت يارب. +++ لكن ما معنيإن لك اسما أنك حي وأنت ميت؟ معناها إنك حي أمام الناس ولكن ميت أمام الله. أنت حي أمام الناس بشكل من الرياء تظهر فيه بغير حقيقتك الداخلية أو بسبب أن الناس يحكمون حسب الظاهر الذي يرونك فيه حيا بينما الله الفاحص القلوب والعارف الخفايا والعيوب يراك ميتا, وهنا يقول له الرب:ربما لك اسم, لك شهرة, لك سمعة طيبة وسط الناس ولكني لا آخذ بأحكام الناس التي قد تكون عن جهل أو عن مجاملة.. أنت ميت.. +++ يذكرنا هذا بما يقال في الجنازات أو في التعزيات: يقف أحد الوعاظ ويشيد بحياة المتوفي ويقول:اليوم قد انتقل إلي الأمجاد السمائية!!أو إلي الفردوس أو إلي مجمع القديسين والأبرار إنسان خسرته الكنيسة المجاهدة وإن كانت قد ربحته الكنيسة المنتصرة في السماء!اليوم فتحت أبواب السماء لتقبل هذه النفس التي تزفها الملائكة في تهليل وفرح! يضاف إلي هذا ما ينشر في الجرائد في صفحة التعزيات عن وصول روح الميت إلي أحضان آبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب وما يقال لأهل الميت:لماذا تحزنون عليه وهو الآن في فرح ونعيم؟! كل ذلك يقال للتعزية أو للمجاملة بينما الله يعرف حقيقة الأمر وهل وصل الميت إلي ما يدعيه المجاملون أم لم يصل. +++ ومع أن الرب يري أن راعي كنيسة ساردس هو شخص ميت إلا أنه يرسل له رسالة ويقول له:كن ساهرا وشدد ما بقي 3:2. كيف يكون ساهرا وهو ميت؟!وكيف يشدد ما بقي ممن هو عتيد أن يموت بينما هو محتاج إلي من يشدده؟ يذكرني هذا الأمر بما قاله الرب لبطرس الرسول في موقف مشابه:قال لهسمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لايفني إيمانك وأنت متي رجعت ثبت إخوتكلو22:32,31 كيف أن هذا الرسول الذي يحتاج إلي طلبة من الرب لكي لايفني إيمانه والذي سينكر المسيح ثلاث مرات وقد غربله الشيطان كالحنطة ..كيف إذا رجع يثبت إخوته؟! ربما بأن يأخذوا درسا بقبول الرب لتوبته وبحنوه عليه ,وبقوله له-علي الرغم من سقطته-ثبت إخوتك. ما أعجب الرب في معاملته لملائكة الكنائس السبع حتي في سقوطهم! +++ يقول له:أنت ميت ولكنك لاتزال من ملائكة الكنائس السبع! وأنا لا أزال ممسكا بك في يمينيرؤ1:1لا أهملك ولا أترككيش1:5. أحتفظ لك بكرامتك ومكانتك وأحتفظ لك بوظيفتك علي الرغم من أنك محتاج إلي توبة.,لكنك لاتزال في ذاكرتي وتحت رعايتي وأمامك مجال أن تتوب وأنت الذي أعهد إليه بأن يشدد ما بقي الذي هو عتيد أن يموت..ما أعجب هذا التشجيع من جانب الرب!. +++ إنه يشجع هذاالميتوينفخ فيه نسمة حياة. إن معجزاته في اقامة الموتي ليست لموتي الأجساد فقط بل أيضا للموتي بالذنوب والخطايا. أليس هو القائل لمرثاأنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيايو11:25وكأنه يقول لملاك كنيسة ساردس:أنت ميت لكني سأعطيك حياة من عندي ثم أقول عنكابني هذا كان ميتا فعاشلو15:24إن ملاك ساردس يذكرنا يقول السيد الرب عن ابنة يايرس إنها لم تمت ولكنها نائمةلو8:52قال لها:قومي رجعت روحها وقامت في الحال لو8:55,54. +++ يعلمنا ربنا بهذا أننا لانيأس مهما كانت حالتنا حتي إن سنا بسبب موتنا لانيأس من قدرته علي اعادة الحياة. وكما نؤمن بقيامة الأموات نؤمن بمحبة الله القادر علي كل شيء حتي يستطيع أن يدير دفة حياتنا ويحولها إليه كما فعل من قبل مع أغسطينوس وموسي الأسود ومريم القبطية وآخرين وآخريات ,وبكلامه إلي ملاك كنيسة ساردس برهن عمليا علي أنهقصبةالموضة لايقصف وفتيلة مدخنة لايطفيءمت12:20أش42:3لملاك كنيسة ساردس,كان هنا مثل يهوشع الكاهن العظيم الذي كان ؟؟؟ قائما ليقاومه وتحنن عليه ملاك من طائفة الأرباب وقال عنه هذا شعلة منتشلة من النار؟زك3:2,1..وحينئذ وضعوا رأسه عمامة طاهرة وألبسوه ثيابا مزخرفةزك3:5,4. كان هذا الإنسان علي وشك أن يحترق ولكنه انتشل من النار. +++ أنه الرب:كن ساهرا وشدد ما بقي العتيد أن يموت. السيد الرب نفسه كان يفعل هكذا ويسهر علي حياة وخلاص البشرية ويشدد ما بقي,كان العالم قد فسد كله وانتشر الفساد في الأرض حتي باد الكل بالطوفان ولكن الله شدد مابقي وأقام له بقية في نوح وبنيه وكذلك فسدت سادوم واستحقت حرقها بالنار ولكن الرب شدد مابقي وحفظ لنفسه لوطا وأسرتهتك19 وجاء وقت قال فيه الرب لأرميا النبي طوفوا في شوارع أورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها,هل تجدون إنسانا أو يوجد عامل بالعدل والحق فأصفح عنهاأر5:1مجرد إنسان واحد يارب!! وغضب الرب علي الشعب فألقاه في السبي ومع ذلك شدد له بقية حتي داخل السبي منها دانيال والثلاثة فتية وحزقيال وزربابل.ووقت القبض علي السيد المسيح هرب الكل ولكن الرب أبقي له بقية وشددها فوقفت حول الصليب:منها القديسة العذراء ويوحنا الحبيب ومريم زوجة كلوبا ومريم المجدليةيو19:25وأبقي له يوسف الرامي ونيقوديموس وشددهما ليكفنا الجسد المقدس ويدفناهيو19:38-42 +++ ثم يقول الرب لملاك كنيسة ساردس: اذكر كيف أخذت وسمعت وحفظت وتبرؤ3:3 عجيب أن هذا الإنسان -كغيره من المحتاجين إلي توبة-قد سبق له أنه أخذ وسمع!أخذ هذه المسئولية وأخذ الكثير من مواهب الله وعطاياه:أخذ الولادة الجديدة في المعموديةيو3:5تي3:5 وأخذ الروح القدس في المسحة المقدسة وأخذ المغفرة في سر التوبة وأخذ الثبات في المسيح في سر الأفخارستيايو6:56..وأخذ معونات من الله لاتحصي وبدونه ما كان يستطيع أن يعمل شيئايو15:5. وكما أخ سمع أيضا:سمع وصاياه وأقواله في الكنيسة وفي الإنجيل وسمع أخبار القديسين ودالتهم مع الله وعلي الرغم من كل ذلك هو محتاج إلي التوبة: إنه يذكر بسليمان الملك:أخذ من الله حكمة إلهية وأخذ جلالا ملوكيا لم يكن لأحد مثله وأخذ غني وكرامة 1مل4,3ومع كل ذلك سقط 1مل11:4وكان محتاجا إلي توبة. عبارةاذكريقولها الرب لنا لأننا كثيرا ما ننسي احساناته إلينا ونعصاه. اذكر وتب فكل نعمة تأخذها تقابلها مسئولية عليك. أبونا آدم لم يذكر إن الله خلقه علي صورته ووضعه في جنة عدن وباركه وسلطه علي كل طيور السماء وسمك البحر وحيوانات البرية..ومن أجل ثمرة واحدة نسي كل احسانات الله ونسي وصيته أيضا.وداود النبي نسي أيضا احسانات الله إليه وما منحه من جمال ومن موهبة في الموسيقي والشعر واختاره دون كل إخوته ليمسحه ملكا بيد النبي صموئيل..وكان محتاجا أن يذكره الرب بكل هذا علي فم ناثان النبي فقال له الرب أنا أخذتك من المريض من وراء الغنم لتكون رئيسا علي شعبي إسرائيل. وكنت معك حيثما توجهت وقرضت جميع أعدائك من أمامك,وعملت لك اسما عظيما كاسم العظماء الذين في الأرض...2صم7:9,8 ليتنا إذن نذكر لأن خطايا كثيرة سببها النسيان. +++ يقول اسهر واذكر لأنك لاتعلم في أية ساعة أقدم عليك إن الله يطلب من الراعي أن يسهر ليس فقط من أجل رعيته بل أيضا من أجل خلاص نفسه...وما أكثر الآيات عن وجوب السهر:يقول الرب اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربةمت26:41ويعاتب تلاميذه قائلا:أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة2:3مت26:40ويقولاسهروا وصلوا لأنكم متي يكون الوقت..لئلا يأتي بغتة فيجدكم نيامامر13:36,33لذلك يقولطوبي لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرينلو12:37 ويقول القديس بطرس الرسولاصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم يجول كأسد يزأر ملتمسا من يبتلعه هو1بط5:8 حقا,إن الذي يسهر علي خلاص نفسه وتكون له باستمرار اليقظة الروحية هذا يكون أمينا في علاقته بالله,وأمينا علي أبديته. +++ هذا لايجعل ضميره ينام ولا قلبه ينام: صدق أحد الآباء حينما قال في صلاتهلا تأخذني يارب في ساعة غفلةأي وأنا غير ملتفت إلي روحياتي وغير سهران علي خلاص نفسي. |
|