![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ماذا يقول الكتاب المقدس عن عواقب الكراهية يجب أن ندرك أن الكراهية تتعارض بشكل مباشر مع طبيعة الله ووصاياه. وكما يذكّرنا الرسول يوحنا: "كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخًا أَوْ أُخْتًا فَهُوَ قَاتِلٌ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ قَاتِلٌ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ مُقِيمَةٌ فِيهِ" (1 يوحنا 3: 15). تؤكد هذه العبارة القوية على الخطر الروحي الذي تشكله الكراهية على أرواحنا. من الناحية النفسية يمكننا أن نفهم كيف أن الكراهية تفسد كياننا الداخلي وتسمم أفكارنا وعواطفنا. إنه يخلق حاجزًا بيننا وبين الله، ويعيق نمونا الروحي وقدرتنا على اختبار ملء محبة الله. يلاحظ سفر الأمثال بحكمة: "الْبُغْضُ يُثِيرُ الْخِصَامَ، الْمَحَبَّةُ تُغَطِّي عَلَى كُلِّ خَطَأٍ" (أمثال 10:12). هنا نرى كيف أن الكراهية لا تؤثر فقط على الفرد، بل تعطل انسجام المجتمعات أيضًا. لقد شهدنا تاريخيًا العواقب المدمرة للكراهية على نطاق أوسع. فالحروب والإبادة الجماعية والاضطهاد غالبًا ما كانت الكراهية وقودًا لها، تاركةً ندوبًا تستمر لأجيال. إن تحذيرات الكتاب المقدس من الكراهية ليست مجرد نصيحة شخصية، بل هي ضمانة لرفاهية مجتمعات بأكملها. يعلمنا الكتاب المقدس أن إضمار الكراهية يمكن أن يؤدي إلى حلقة من العنف والانتقام. لقد كسر يسوع، بحكمته اللامتناهية، هذه الحلقة بتعليمنا أن "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ" (متى 5: 44). تتحدانا هذه الوصية الجذرية أن نتجاوز ميولنا الطبيعية ونعتنق طريقة أسمى للعيش. تمتد عواقب الكراهية إلى ما وراء وجودنا الدنيوي. يشير الكتاب المقدس إلى أن الكراهية غير التائبة يمكن أن تعرض علاقتنا الأبدية مع الله للخطر. كما نقرأ في 1 يوحنا 2:11 "وَأَمَّا كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخًا أَوْ أُخْتًا فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ وَيَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ. لاَ يَعْرِفُونَ أَيْنَ يَذْهَبُونَ، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْهُمْ". ومع ذلك، حتى ونحن نواجه هذه الحقائق المقلقة، يجب أن نتذكر أن رسالة الإنجيل هي رسالة رجاء وتغيير. من خلال محبة المسيح وقوة الروح القدس، يمكننا التغلب على الكراهية وعواقبها. يؤكد لنا الكتاب المقدس أن محبة الله أقوى من الكراهية، وفي اعتناق هذه المحبة نجد الشفاء والمصالحة والحرية الحقيقية. |
![]() |
|