![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كيف يمكننا أن نتأكد من أن الله قد غفر لنا إن السؤال عن كيفية التأكد من غفران الله يمس جوهر إيماننا وحياتنا الروحية. إنه سؤال يتصارع معه الكثير من المؤمنين، خاصة في لحظات الشك أو عند مواجهة ثقل خطايا الماضي. دعونا نستكشف هذه المسألة المهمة بقلوب منفتحة على الحقيقة المريحة لرحمة الله اللامتناهية. يجب أن نفهم أن يقيننا بالمغفرة ليس متجذرًا في مشاعرنا أو استحقاقنا، بل في أمانة الله ومحبته. وكما يؤكد لنا القديس يوحنا: "إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل ويغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1: 9) (أكين، 2010). ثقتنا تعتمد على شخصية الله ووعوده، وليس على عواطفنا المتغيرة أو إحساسنا بالاستحقاق. سر المصالحة، هو مصدر قوي للتأكيد. فحين نسمع كلمات الغفران من الكاهن: "أغفر لك من خطاياك باسم الآب والابن والروح القدس"، فإننا نسمع صوت المسيح نفسه (الكنيسة، 2000). هذا ليس مجرد طقس بشري، بل هو لقاء إلهي ننال فيه يقين غفران الله من خلال خدمة الكنيسة. كما قال يسوع لرسله: "إِنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَا أَحَدٍ فَخَطَايَاهُ مَغْفُورَةٌ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لَهُ فَلاَ تُغْفَرُ لَهُ" (يوحنا 20: 23) (بورك-سيفرز، 2015). ولكن حتى خارج سياق الاعتراف الأسراري، يمكننا أن نجد ضمانًا لغفران الله من خلال التوبة الصادقة والإيمان. يؤكد الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا استعداد الله للغفران لأولئك الذين يلجأون إليه بقلوب تائبة. كما يعلن صاحب المزامير: "الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلرُّوحِ" (مزمور 34: 18). من المهم أن ندرك أن الغفران لا يصاحبه دائمًا شعور عاطفي بالراحة أو الفرح. في بعض الأحيان، قد تظل آثار الخطية - الذنب أو العار أو عواقب أفعالنا - باقية حتى بعد أن نُغفر. هذا لا يعني أن الله لم يغفر لنا، بل هو جزء من عملية شفائنا البشري وفرصة للنمو في الفضيلة والثقة في رحمة الله. ثمار الغفران في حياتنا يمكن أن تكون أيضًا علامة على عفو الله. هل نجد أنفسنا ننمو في محبة الله والآخرين؟ هل نحن أكثر ميلاً إلى مسامحة أولئك الذين أخطأوا في حقنا؟ هل نختبر تعميق الرغبة في القداسة والابتعاد عن الخطيئة.? يمكن أن تكون هذه كلها مؤشرات على أن غفران الله يعمل في قلوبنا، ويحولنا من الداخل. |
![]() |
|