رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نتأكد من أن هذه الطريقة هي الصحيحة لمعرفة الله؟
يتبين صدق هذه الطريقة لمعرفة الله مما يلي شهادة الاعتقاد العام بصحتها . إنه أمر طبيعي أن الإنسان يحسب طبيعته الإنسانية مشابهة لطبيعة الله ، وأنها صورتها ، ودليل عليها ، فإن أهل الأديان البربرية ينسبون إلى ما يعبدونه صفات كصفاتهم ، وكذلك الذين يعتقدون بآلهة كثيرة يحسبون آلهتهم أشخاصاً لهم عقول وأعمال ، ولم يذهب غير ذلك إلا قوم من الفلسفة البشرية . ولكن آراء عموم الناس تستحق أن يرتكن إليها أكثر من الإرتكان على أراء الفلاسفة بدون إرشاد الوحي . لأن ما يؤمن به الإنسان ، طبعاً ، يؤمن به عقلاً ، وعمومية الاعتقاد ترجح صحته شهادة الوجدان .إن طبيعتنا الأدبية تضطرنا إلى هذا الاعتقاد، إذ أن جميع البشر يشعرون بأنهم مسئولون لمائن أعظم منهم ، يعرف طبيعتهم وأعمالهم ، وسوف يجازيهم حسب استحقاقهم. فيلزم أن ذلك الإله يعلم ، ويقصد ، ويعمل ، لأنه يثيب ويعاقب ، وأنه عاقل ذو مشيئة وصفات أدبية . ولا ريب في صدق هذا الإعلان الطبيعي عن الله ، وإلا فتكون طبيعتنا مركبة على كيفية تنبئ بما هو غير صحيح وهو باطل بالبداهة شهادة الميل الطبيعي في البشر إلى العبادة التي هي نسبة الكمال إلى المعبودوتقديم الشكر له على بركاته ، وإلتماس دوامها منه ، والاعتراف والتضرع والتسبيح له . وفي الطبيعة البشرية ميل شديد إلى العبادة على ما تقدم ، وذلك يستلزم وجود معبود شخصي يحبه الإنسان ويخشاه ويتكل عليه ، وأن لذلك المعبود صفات مثل صفاتنا ليقدر أن يسمع اعترافنا وتسبيحنا ، ويحبنا ويملأ حاجاتنا ، ويكفي أنفسنا خيراً ، وهذا الميل دليل راهن على وجود معبود يشبهنا في طبيعته عدم بقاء الله على صورة حقيقية إذا جردنا عنه كل صفات طبيعتنا أي إن لم تصح نسبة صفات طبيعتنا إلى الله ، فيكون سبحانه على صورة مجهولة عندنا . ولو فرضنا أن الله روح وجردنا عنه صفات طبيعة الإنسان ، أي الشعور بذاته ، والعقل ، والمشيئة ، والفضل ، ... لما بقي شئ مطلقاً ، وتسميتنا ذلك اللاشئ " الله" وعبادتنا إياه لهي بمثابة " كفر" شهادة أعمال الله في الخليقة فإنها تشهد بالمشابهة الكائنة بين طبيعتنا وطبيعته ، لأنه يحق لنا أن ننسب إلى علة ما كل الصفات اللازمة لتسبيب معلولاتها ، فإن دلت المعلولات على العقل والمشيئة والفضائل ، فلابد من وجود تلك الصفات إلى حد لا يوصف ، كان لا بد من وجودها في الله إلى غير حد ، وذلك كقولنا أن إعلان الله ذاته في أعماله الخارجية يطابق إعلانه ذاته في طبيعة الإنسان شهادة الكتاب المقدس. فإنه ينسب إلى الله فضائل طبيعتنا بلا حد ، وذلك يثبت صحة ما قلناه من أن طبيعة الله تعرف من طبيعة الإنسان ، فكما أننا نحن نشعر بوجودنا ، كذلك يشعر الله بوجوده ، وكما أننا أشخاص ولنا مشيئة ، كذلك هو ، وكما أن لنا طبيعة أدبية ، وإن كانت ساقطة ، كذلك له طبيعة أدبية إلا أنها كاملة الجودة . وفضلاً عن ذلك ، كل ما بين الله وبيننا من النسب على ما جاء في الكتاب المقدس يستلزم أن طبيعته كطبيعتنا شهادة طبيعة المسيح . لأن الله قد أعلن لنا ذاته في ابنه يسو المسيح ، الذي هو إله حقيقي ، فكل ما أعلن في طبيعته أعلن عن الله ، إذ قال السيد المسيح " أنا والاب واحد " . ونعلم من طبيعة المسيح أن الله مع كونه غير محدود ، وغير متناه ، يفتكر ويشاء ويعمل ويحب ويبغض ويسمع الدعاء ويشعر باحتياجاتنا ، وأننا نقدر أن نخاطبه كما يخاطب الإنسان إنساناً آخر ، أي أن طبيعته مشابهة لطبيعتنا ، وعلى هذه الكيفية نعرف |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هي الطريقة الصحيحة للمعمودية؟ |
الطريقة الصحيحة لتناول البيض |
ما هي الطريقة الصحيحة للصلاة؟ |
الطريقة الصحيحة لتدميس الفول |
الطريقة الصحيحة لغسل الجينز |