رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المجامع المقدسة بقلم المتنيح الأنبا غريغوريوس للمجامع المقدسة مسكونية وإقليمية أهمية في حياة الكنيسة.فالكنيسة تواجهها في كل عصر مسائل جديدة ومشكلات جديدة,ومواقف تحتاج إلي تصريف,وإلي حل وبت.فكيف تواجه الكنيسة هذه المشكلات الجديدة؟إن النصوص في الكتاب المقدس والتقليد المقدس,قد تكون غير حاسمة في الموقف الجديد,أو قد تكون قابلة لأكثر من تأويل لأنها تنتسب إلي تاريخ قديم.لذلك جعل الرب ضمانا لاستمرار عمله في الكنيسة من خلال رجال الكهنوت مجتمعين,فيما يعرف بالمجامع المقدسة,فيها يلتئم عقد الرجالالمعتبرين في الكنيسة أعمدة(غلاطية2:9 ,6),لبحث المواقف الجديدة بإلهام الروح القدس العامل فيهم والذي قبلوا نعمته وموهبته بوضع يد الخلافة الرسولية.وصاروا لهذا وبهذا مستودع أسرار الروح القدس,وخلفاء للرسل الذين أعطاهم المسيح بذاته سلطان الحل والعقد,ليربطوا ويحلوا,فيصير ربطهم مقدسا وإلهيا,ويصير حلهم حلا مقدسا وإلهيا.وضمانا لسلامة هذا الربط والحل,وعدم اختلاطه بالنوازع البشرية والشخصية,جعل الرب هذا السلطان للرسل مجتمعين,فقال لهم:فإن(من) رفض أن يسمع للكنيسة فليكن بالنسبة إليك كوثني وعشار,الحق أقول لكم:إن كل ما تربطونه علي الأرض يربط في السماوات وكل ما تحلونه علي الأرض يحل في السماوات(متي18:17, 18). خلاف بين الرسل يحله المجمع الرسولي: وتطبيقا لهذا المبدأ الإلهي,وتنفيذا له,سار الآباء الرسل علي هذا النهج لمواجهة الموقف الجديد الذي لم يكن النصوص القائمة كافية لحسمه.وعلي سبيل المثال:نشبت مشكلة في الكنيسة في عهد الرسل,هي مشكلة من آمنوا بالمسيح من بين الذين كانوا قبلا وثنيين,وكيف يعاملون عندما يصيرون مسيحيين:هل يلتزمون بالختان,وبحفظ يوم السبت اليهودي وبالتزامات الشريعة فيما يتصل بالممنوعات من الحيوانات التي كانت تعتبر في العهد القديم نجسة؟ولم يكن للآباء الرسل بإزاء هذه المشكلة الجديدة موقف واحد موحد,بل امتد الخلاف بين الرسولين بطرس وبولس إلي مخاصمة وإلي منازعة وإلي مواجهة علنية أمام جميع الناس,بلغت حدا من الصراع,قال فيه الرسول بولس كلاما شديد اللهجة,حتي اتهم الرسول بطرس صراحة بالرياء,اتهاما سجله في إحدي رسائله قالولكن لما قدم كيفا(=بطرس)إلي إنطاكية ,قاومته وجها لوجه لأنه فعل ما يستحق عليه اللوم.ذلك أنه,قبل أن يقدم قوم من عند يعقوب,كان يؤاكل الوثنيين.فلما قدموا تواري واعتزل خائفا من أهل الختان,فجاراه سائر اليهود في ريائه حتي إن برنابا انقاد أيضا إلي ريائهم.فلما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة علي حسب حق الإنجيل,قلت لكيفا (لبطرس) أمام الجميع:إن كنت أنت مع كونك يهوديا تعيش وثنيا لا يهوديا,كيف تلزم الوثنيين أن يتهودوا(غلاطية2:11-15). وإذ بلغت المشكلة إلي هذه الدرجة من الأهمية والعمق والحدة.وصارت سببا في انقسام الرأي بين الرسل,انعقد الآباء الرسل في هيئةمجمع عام في مدينة أورشليم سنة50 ميلادية وتدارسوا الموضوع.وأخيرا وبعد جدال طويل (أعمال 15:17) وصلوا إلي قرار لهم جميعا وللكنيسة كلها,وصاغوا اتفاقهم في عبارات محددة ونسبوا ما وصلوا إليه من اتفاق إلي عمل الروح القدس العامل في الكنيسة-وقد جاء في قرارهم المجمعي مكتوبا من الرسل وشيوخ الكنيسة والإخوة إلي الإخوة المهتدين من الوثنيين...سلام. بلغنا أن قوما خرجوا منا,وأزعجوكم بأقوال,وبعثوا القلق في نفوسكم,قائلين:يجب أن تختتنوا وتحفظوا الشريعة الموسوية,ونحن لم نأمرهم بذلك.فلذلك رأينا نحن المجتمعين بنفس واحدة أن نختار رجلين نوفدهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس...يهوذا وسيلا, وهما سيخبرانكم بهذه الأمور مشافهة.فقد رأي الروح القدس ونحن أيضا ألا نضع عليكم عبئا سوي ما لابد منه وهو أن تمتنعوا عن ذبائح الأصنام وعن دم الميتة,والمخنوق,والزني(أعمال الرسل 5:23-29). صفة الرسل المجمعية: لقد مارس الآباء الرسل صفتهم المجمعية التي خولها لهم السيد المسيح والسلطان الذي منحه إياهم مجتمعين للعقد والحل,وللتشريع والتقنين,في كل موقف جديد يقتضي أن يكون للكنيسة فيه رأي واضح واحد وموحد حتي لا يكون بينهم انقسام. وهكذا سار الرسل في كل موقف مماثل:ولذلك فإن كتاب الدسقولية أو تعاليم الرسل,ينسب كل ما جاء فيه إلي الرسل مجتمعين بعلية صهيون مما تبين معه أهمية الصفة المجمعية للرسل لأنها من ذات تعليم المسيح له المجد. جاء في مطلع كتاب الدسقولية:نحن الاثني عشر رسولا الذين لهذا الوحيد ابن الله كلمة الله الأزلي ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح,اجتمعنا معا بأورشليم مدينة الملك العظيم...وقررنا هذه التعاليم(الدسقولية) الجامعة. وهكذا فيما يتصل بـقوانين الرسل:هي أيضا ليست من عمل واحد بعينه من الرسل,ولكنها أيضا نتاج عمل مجمعي..جاء في مطلعها...بأمر سيدنا يسوع المسح مخلصنا لما اجتمعنا بعضنا مع بعض-أمرنا.... المجامع المسكونية والإقليمية: وقياسا علي هذا سارت الكنيسة في عقد المجامع المسكونية,وهي المجامع المسكونية الثلاثة التي تقرها الكنيسة,وتعتبر قراراتها مقدسة وقانونية وملزمة للكنيسة كلها وهي مجمع نيقية المنعقد سنة325م.ومجمع القسطنطينية 381م, ومجمع أفسس المنعقد سنة431م. وكذلك الأمر في المجامع الإقليمية وهي المجامع المحلية التي انعقدت لدراسة مشكلات إقليمية,صارت قراراتها مقدسة وقانونية وملزمة للكنيسة في الإقليم,وأحيانا ترتفع قيمة قرارات المجامع المحلية لتصير مقدسة ومعتبرة في كنائس أخري وأقاليم أخري,مثال ذلك بعض المجامع التي انعقدت بالإسكندرية أو بالقاهرة أو في قاعدة الكرازة المرقسية,,وتصير ملزمة لأبناء الكنيسة المرقسية كما أن كنيستنا تحترم قرارات بعض المجامع المحلية أو الإقليمية التي انعقدت في غير بلادنا المصرية. أما ما يعرف بقوانين بعض الآباء البطاركة مثل أثناسيوس الرسولي,والبابا تيموثيئوس والقديس باسيليوس الكبير وغيرهم:فهي أيضا قوانين مجمعية لكنها نسبت إلي البابا أو البطريرك القائم الذي كان رئيسا للمجمع وأبا له...المثل في ذلك مثل شريعة العهد القديم التي سميت بشريعة موسي لا لأن موسي هو الذي شرعها ولكن لأنه هو الذي تلقاها من الله فالقوانين المنسوبة إلي بعض الآباء البطاركة هي قوانين مجامع إقليمية انعقدت في زمانهم وتحت رئاستهم فنسبت إليهم. الحكم علي أريوس حكم مجمعي: وبهذه المناسبة فإن الحكم الذي صدر ضد أريوس الإسكندري الذي أنكر أزلية المسيح صدر محليا في الإسكندرية قبل أن يثبته مجمع نيقية325,ولم يصدره بابا الإسكندرية بمفرده وإنما صدر علي أريوس بقرار مجمعي,ثم ثبته المجمع الإكليريكي العام المقدس بالإسكندرية من مائة أسقف برئاسة البابا ألكسندروس الإسكندري. فلم ينفرد البابا البطريرك بتجريد كاهن من درجته الكهنوتية حتي بعلة الهرطقة ولذلك فإنه بعد أن أصدر مجمع نيقية المسكوني قراره بتجريد أريوس من كهنوته,وانفض المجمع وسعي الإمبراطور قسطنطين الكبير فيما بعد إلي إعادته إلي رتبته,وكتب إلي القديس أثناسيوس الرسول في ذلك أجاب القديس أثناسيوس وقد كان في هذا الوقت هو البطريرك القائم وكتب إلي الإمبراطور يقول له:إن من حرمه مجمع مسكوني لا يحله من الحرم إلا مجمع مسكوني آخر,لأن من يملك سلطان العقد هو وحده الذي يملك سلطان الحل,الأمر الذي غضب له الإمبراطور قسطنطين واعتبره تحديا من أثناسيوس له,وكان هذا سببا لكثير من المتاعب والمضايقات التي لحقت ببطل الإيمان الأرثوذكسي من نفس الإمبراطور الذي كان يوما معجبا كل الإعجاب بأثناسيوس وهو لا يزال شماسا, إذ شد علي يده مهنئا وقال له:أنت بطل كنيسة الله. وعلي نفس الأساس نقول أن ما حرمه مجمع إقليمي لا يحله إلا مجمع إقليمي آخر. مجمع البابا كيرلس الثالث-بن لقلق: كذلك قرارات المجمع الذي انعقد في زمن البابا كيرلس الثالث المعروف بكيرلس الثالث بن لقلق في القرن الثالث عشر(1225-1243م) يقال أحيانا أنها قوانين كيرلس الثالث بن لقلق,والحق أنها ليست قوانين أصدرها البابا كيرلس الثالث بصفة شخصية أو فردية,ولكنها قوانين المجمع الإكليريكي العام المقدس الذي انعقد في زمانه وبرئاسته...والدارسون للتاريخ يعرفون أن هذا المجمع انعقد ليضع حدا لتصرفات ذلك البابا الذي انفرد بالسلطة وأساء التصرف,فأبي المطارنة والأساقفة إلا أن يوقفوه عند حده,وألزموه بأن يجتمع معهم,ووضعوا مجتمعين قرارات وقوانين يعدها علماء الفقه الكنسي,والقانونيون من أعظم منجزات الكنيسة المرقسية الأرثوذكسية في عشرات القرون السابقة واللاحقة.هذه القرارات هي من الكثرة والشمول بحيث تعد اليوم جزءا أساسيا ورئيسيا من دستور كنيستنا الأرثوذكسية,إلي جانب الكتاب المقدس والدسقولية والقوانين الرسولية وقوانين المجامع الثلاثة المسكونية والمجامع الإقليمية. هذه القوانين والقرارات الأخيرة التي وضعها المجمع الإكليريكي العام المقدس في عهد حبرية البابا كيرلس الثالث,وقع عليها البابا كيرلس الثالث كما وقع عليها الآباء الأساقفة:وكتب علي ظاهر مبيضة هذه النسخة بخط الأب البطريرك أنبا كيرلس بعد علامته.يمضي الحكم بمقتضي هذه القوانين...ولا يخرج عنها الأخوة الأساقفة,بارك الله عليهم وعلي شعوبهم...لا يمنة ولا يسرة,وسلام الرب يحفظهم آمين. وافق عليها الأخوة الأساقفة وقبلوها بتاريخ العشرين من شهر توت سنة955 للشهداء الأطهار رزقنا الله ببركة صلواتهم المقبولة أمين. وفي مجمع إكليريكي آخر بتاريخ توت957 للشهداء صدرت قرارات وقوانين أخري جاء في مطلع أعمال المجمع قولهمالذي وقع عليه الإتفاق مع البطريرك أنبا كيرلس وأساقفته مما يعتمد عليه وإطلاق اللعنات والحروم منه ومن أساقفته علي من يتعداه ويخرج عنه,وذلك في توت سنة 957 للشهداء,وكان ذلك المجمع المجتمع...ومن حضر مجلسه من الأساقفة والنصاري....ويقول محرر أعمال المجمع وهو الأب الأسقف أنبا يوساب أسقف فوه:لما كان بتاريخ يوم السبت11 من شهر توت سنة957 للشهداء الأطهار,حضر الأب البطريرك أنبا كيرلس بطريرك المدينة العظمي الإسكندرية وما معها ومن ثبت خطه في هذا المسطور من الأساقفة والقسوس ومشايخ الرهبان والرؤساء والمشائخ الأراخنة,وتقرر في أمر البيعة المقدسة الرسولية القبطية بكرسي الإسكندرية أن يجري الأمر فيه علي ما يأتي بيانه... وهناك حقيقة عقائدية في غاية الأهمية,وهي أن الكنيسة ممثلة في المجامع المقدسة مسكونية وإقليمية,لها سلطان التشريع والتقنين,ولها أن تضع قرارات وصيغ عقائدية وقانونية جديدة,استجابة للمواقف الجديدة وتلبية للاحتياجات المتطورة والمتزايدة.علي أنها لا تضع صيغة تتعارض في فحواها أو مبناها,مع تعليم أو صيغة مقررة في الكتاب المقدس والتقليد المقدس والمجامع المقدسة.بل إن المجامع المسكونية والمحلية مقيدة بنفس القاعدة وليس لها أن تستحدث عقيدة جديدة أو تعليما جديدا ولا أن تؤلف تفسيرا يتعارض مع نصوص الإنجيل والتقاليد الرسولية.وكل مجمع يتجاهل هذه الحقيقة يعد من وجهة نظر الكنيسة الأرثوذكسية مجمعا باطلا,فعمل الروح القدس في الكنيسة تيار روحاني ناري يجري ويسري في كل التاريخ وإلي الأبد,واحدا غير منقسم.هذه الوحدة المعنوية الجامعة التي تربط بين الماضي والحاضر ربطا محكما في تناسق وتوافق وتكامل هي بذاتها المحك التي تفرز بين الحق والباطل,في قرارات المجامع المسكونية أو المحلية وكل قرارات جديدة يضعها مجمع أو رئيس ديني.وبها نحكم ببطلان أي إنجيل مزعوم(مثل إنجيل برنابا) أو أي تقليد مزعوم,أو أي مجمع,ولذلك فإن أول قرار يصدر من أي مجمع قانوني يبدأ بتثبيت قرارات جميع المجامع القانونية السابقة ويذكرها بأسمائها,بيانا وإيضاحا للخط الواحد والمسار الواحد الذي يسير فيه عمل الروح القدس في الكنيسة. هكذا صنع مجمع القسطنطينية المسكوني في عام381م بالنسبة لقرارات مجمع نيقية المسكوني المنعقد سنة325م,وبالمثل صنع مجمع أفسس سنة431م بالنسبة لقرارات مجمعي نيقية والقسطنطينية السابقين عليه.كل مجمع ينعقد والقسطنطينية السابقين عليه.كل مجمع ينعقد يثبت قرارات المجمع السابق عليه بل وكل المجامع السابقة,وهذا توكيدا لعمل الروح القدس في الكنيسة ووحدانية الخط الكنسي في التعليم والتدبير. وهكذا تصنع المجامع الإقليمية.وعلي سبيل المثال نذكر هنا نص ما أورده المجمع الإكليريكي العام المقدس,المنعقد في عام955 للشهداء في عهد البابا كيرلس الثالث المعروف بابن لقلق وبرئاسته. يقول المجمع في ديباجته: باسم الله الأحدي الذات المثلث الصفات خالق الأرض والسماوات هذا المكتوب صادر عني أنا الحقير كيرلس عبد يسوع المسيح,المدعو بنعمة الله وأحكامه بطريركا علي الكرسي المرقسي.بما يجب علي وعلي أساقفة هذا الكرسي وعلي أمثاله,اعتماده بعد الاعتراف بالأمانة المستقيمة المقررة بمجمع نيقية والمجمعين المقدسين بالقسطنطينية وأفسس المقررة بترتيب الروح القدس في بيعتنا كل يوم في صلواتنا وقداساتنا,ثم الإقرار بما اختصت به البيعة الأرثوذكسية القبطية بما أخذناه عن الأب كيرلس الكبير,والأبوين القديسين ساويرس وديسقوروس البطريركين الأرثوذكسيين,وهو الإيمان بأن المسيح الإله المتأنس طبيعة واحدة,أقنوم واحد,مشيئة واحدة,فهو الإله الكلمة,وهو الإنسان المولود من مريم العذراء,وكذلك يصح وصفه بكل الأوصاف الإلهية والإنسانية.وهذه هي أصول اعتقادنا وجمليات إيماننا فمن خالف هذا الاعتقاد فهو مبعود من الكنيسة الأرثوذكسية القبطية. ثم بعد التزام ما تضمنته الكتب الإلهية وقوانين الرسل والمجامع المقبولة والعادات المستقرة في البيعة القبطية,فعلي هذا اعتمادنا في أعمال دينانتنا فأما الفصول التي دعا الوقت إلي تمييزها بالذكر,طلبا لدوام السلامة والاتفاق الذي هو نظام,فهي الآتية:...ثم تأتي بعد ذلك القرارات منظمة ومبوبة في أبواب وفصول كبيرة وكثيرة. هذا هو معني الوحدة المعنوية الجامعة التي تربط ماضي الكنيسة بحاضرها ومستقبلها,وحدة حية نامية غير جامدة,ولكنها وحدة التيار الروحاني الواحد الذي ينساب صافيا نقيا غير مشوب بنزعات بشرية,وهذا هو الضمان لعمل الروح القدس في الكنيسة,والذي يعصمها من الزلل والخطأ,ويؤكد وعد المسيح بانيها ومؤسسها صخر الدهور وحدهوإني علي هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها.(متي16:18). |
|