رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنًّا عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي. في هذه الآية يتكلم داود النبي بروح النبوة عن المسيح الذي يعاتب الآب العتاب الرابع لأنه تركه لكل هذه الآلام، مع أن الله هو الذي اجتذبه من البطن، وأرضعه من ثدى العذراء أمه فلماذا يتركه الآن؟ وهذا يؤكد ناسوت المسيح، وأنه احتمل آلامًا حقيقية صعبة. إن الآب هو الذي جذبه من البطن؛ لأن ميلاد المسيح كان عجيبًا يتميز عن باقي الناس بأنه بدون زرع بشر، وكذلك لم يحل بتولية العذراء، فقد جذبه الله من البطن، وظلت بتولية العذراء مختومة. هذه هى المعجزة الإلهية. رضع الطفل يسوع اللبن من ثدى أمه، وكان مطمئنًا وهو يرضع كأى طفل، وهذا يؤكد ناسوته، وحاجته للرضاعة مثل باقي البشر. إن البطن الذي جذب الآب الابن منها هي أيضًا الأمة اليهودية، وقد خرج منها ليفديها، ويفدى العالم كله. إن كان الآب هو الذي اجتذبه ووضعه على ثدى أمه مطمئنًا، فهو المسئول عن ولادته وحياته على الأرض، وبالتالي هو المسئول عن الآلام التي يعانيها، فهذه الإساءات من البشر موجهة للآب وهو متكل عليه. وهكذا يشعر الإنسان المتكل على الله أن ما يعانيه من آلام رغم سلوكه الحسن موجه لله، فلا ينزعج، وإن أراد الله فلينقذه، أو يحارب عنه، وإن كان لخيره يسنده ليحتمل الآلام. تنطبق هذه الآية أيضًا على كل مؤمن في العهد الجديد، الذي يجتذبه الله من بطن الكنيسة، الذي هو جرن المعمودية، ويرضعه بطمأنينة من ثدى أمه الكنيسة، أي يشبعه من صلواتها، وكتبها، وتاريخها، وكل ما تحويه من طقوس وعقائد. |
|