كانت الحركة الهيلينية في إسرائيل بطيئة في القرن الثالث ق.م.، لكنها تزايدت بسرعة في بداية القرن الثاني ق.م. لتبنِّي الثقافة الهيلينية. كان أسلاف ابن سيراخ مشغولين بالتقاليد الخاصة بالحكمة، يُعَلِّمون أبناءهم كيف يسلكون في العالم من أجل الكرامة والسلوك في السياسة والأعمال الحرة، وبهذا يجدون سعادتهم. وكان دور ابن سيراخ هو إقناع تلاميذه أن هذه الأهداف لن تتحقَّق إلاَّ بحفظ العهد مع إله إسرائيل.
لم يُعالِج هذا الأمر بضيق أفقٍ، إنما أَوْضَح أن تحقيق أهدافهم يحتاج إلى التعرُّف الحقيقي على الأسفار المقدسة وحفظ الوصية الإلهية بروح التقوى ومخافة الربّ.
ما أحزن سيراخ تأثُّر إيمان بعض اليهود بالفكر الهيليني. غير أنه لم يهدف إلى مهاجمة الثقافة الهيلينية، لأنه هو نفسه درسها واستخدمها، فيما لا تتعارض مع الإيمان وتقليد اليهود. إنما أراد أن يؤكد لليهود كما للأمم أن الحكمة الحقيقية هي من عند الله[17].