فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». 27فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ.28رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً. أَتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ». 29فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضاً وَقَالَ: « عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». 30فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاَثِينَ». 31فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». 32فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». 33وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ. الصلاة اللى صلاها أبراهيم كانت صلاة عجيبة جدا فكانت صلاة شفاعية من أجل الناس اللى حيهلكوا دول وكانت رمز لشفاعة المسيح ,ولكن شفاعة أبراهيم كانت شفاعة توسلية بينما شفاعة المسيح كانت شفاعة كفارية فهو لا يشفع بالكلام لكن بيشفع بالدم ,وحقيقى كانت شفاعة أبراهيم مقبولة لكن لم تستطيع أن تخلص ,ولكن شفاعة المسيح قادرة فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام ,وأبراهيم كان قلبه مفتوح للآخرين وبيصلى من أجل الآخر ,ولو نظرنا لهذه الصلاة اللى صلاها نجدها عبارة عن صلاة أنفرادية وماكانش فى حد غيره هو وربنا وكانت صلاة طويلة يعنى قعد يتكلم فيها كثيرا مع ربنا ,فلو تريد أن تدخل فعلا فى أستفادة لازم يكون لك الصلاة الأنفرادية ,وبنشتكى دايما أن أحنا ما بنتغيرش ,والحقيقة أحنا ما بنتغيرش لأننا لا نسمع الكلام وبنقول لز عايز تختلى بربنا لازم تختلى بيه لوحدك ومحدش بيسمع ولا بيصدق ,ونفضل نتكلم مع بعض ,ولذلك لا يمكن حا تتغير ولا يمكن تأخذ قوة لأنك علشان تأخذ قوة لازم يبقى فى أنفراد بينك وبين الله ولازم تبقى صلاة طويلة مش كلمتين بتقولهم وتخلص وعملت اللى عليك! .فصلاة أبراهيم كانت صلاة مليانة غيرة على الخلاص ,وبيقول الناس دى حاتضيع يارب مش ممكن تسيبها تضيع ومليانة غيرة أيضا على مجد الله ,ومش ممكن أنك تهلك البار مع الأثيم فى عبارة أديان الأرض كلها لا يصنع عدلا ,يعنى ذنبهم أيه الناس دى اللى عايشة كويسة ويمكن عددهم قليل لكن ماتضيعش الكل ,وكان أبراهيم عارف كويس حدوده وأمكانياته بقوله أنا ما أعرفش حاجة لعله يوجد فى المدينة خمسين وانت اللى تعرف لعله يوجد فى المدينة 45 أنت اللى تعرف أنا لا أعرف ونزل لحد عشرة ولأنه عارف حدوده كان بيتكلم بأتضاع شديد جدا مع ربنا بقوله شرعت أن أكلم المولى وأنا عارف نفسى أنى تراب ورماد ,وبيقول لربنا صحيح أنت أعطيتنى هذا الأمتياز أنى أتكلم معاك وأنى أدخل معاك فى صداقة لكن أنا عارف مركزى كويس تراب ورماد ,الحقيقة كانت صلاة مليانة لجاجة وصراع مع الله لأنه كان حاسس بالناس اللى حواليه كما يقول أرميا تعبيره اللطيف 9: 1 1 يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ فَأَبْكِيَ نَهَاراً وَلَيْلاً قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي. وكما يقول بولس الرسول فى روميه 9: 2- 3 2إِنَّ لِي حُزْناً عَظِيماً وَوَجَعاً فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ! 3فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ فأبراهيم كان فى خلوة مع ربنا ووقف وأتمشى معاه ووقف وقت طويل ودخل فى صراع ,واللطيف كمان أن ربنا كان عنده طول بال جدا مع أبراهيم ,خمسين ونزل 45 وبعدين لقى نفسه مش معقول حأمشى بالخمسات فنزل بالعشرات وعايز يوفر جهد مع ربنا ,والحقيقة لو كان أبراهيم نزل خمسة خمسة كان ربنا حيكمل معاه فالله طويل الأناة ,فهناك فرق كبير جدا بين التفاهم اللى كان بينه وبين ربنا ,كان فى بينه وبين ربنا تفاهم ,والعجيبة أن ربنا بيقبل أنه يتفاهم ويتحدث مع الأنسان ,بينما أى واحد لو أخذ حتة مركز فى الكنيسة أو فى المجتمع ما بيقبلش أنه يتفاهم مع حد واللى يقوله لازم يمشى والناس دى كثيرة جدا ,ففى فرق كبير بين التفاهم والتفهيم ,فالتفاهم يعنى أحنا الأتنين نتكلم ونسمع الرأى الآخر ونتناقش ,أنما التفهيم هو كده وحتفهم غصب عنك كده وفيش غير كدة ,فيا أخى أذا كان الله عنده قدرة على التفاهم ,يبقى الأنسان أن كان مركزه أيا كان ما يبقاش عنده قدره على هذا التفاهم ,وعايز دايما يدخل اللى فى مخه فى مخ اللى قدامه غصب عنه ,لكن للأسف لما كف أبراهيم عن الطلبة وقال آخر مرة حأطلب منك ووقف عند عشرة أكتفى ربنا وأمتنع عن العطاء , فكان كل طلبة أبراهيم بيطلبها ربنا يعطيها له خمسين خد ,45 خد 40 خد ,30 خد 20 خد 10 خد ودى كانت آخر مرة لأن أبراهيم هو اللى حدد 10 وأعطاه ربنا حتى العشرة ووقف عند كده لأنها كانت طلبة أبراهيم الأخيرة ,طيب ياترى لو كان أستمر أبراهيم حتى وصل لعدد واحد هل ربنا كان حينفذ ؟ الحقيقة ربنا عمل كدة كما سنرى وأنقذ لوط وأبنتاه ,ويمكن أبراهيم يأس و أتكسف أنه يطلب أكثر من اللازم ,ولما وقف أبراهيم عن الطلب ربنا وقف عن العطاء ,لكن لو كان عنده الرجاء والحماسة واللجاجة أنه يستمر ويوصل لواحد كان ممكن أنقذ سدوم وعمورة ,ولكن لأنه وقف عند عشرة ربنا وقف عن العطاء ,أنت يا أبراهيم اللى حددت مرة واحدة فقط أطلب منك لو فى عشرة ويمكن كان فى مخيلته لوط وعائلته كلها فلذلك توقف , ولكن لو عند الأنسان أمل أنه يطلب ربنا يتفاعل مع هذا الأنسان بذلك الأمل وعلى قد ما الأنسان كان عنده رجاء ويتسع على قد ربنا ما يتسع معاه ,فلما بيقف الأنسان بيقف ربنا ,ولذلك كل ما يكون الأنسان عنده أمل ورجاء فممكن تصلى حتى للناس اللى مفيش منهم أمل أو كل الأمور بتدل أنه مفيش فايدةمن موضوعهم ,وهذا ما فعله أبراهيم صلى من أجل ناس مافيهومش أى أمل لكن صلى ,وبنسمع عن واحد أو واحدة كان فى وسطينا وساب الأيمان وأنكر المسيح فبنقول خلاص أبن الهلاك للهلاك يوضع ,لكن هل فى واحد يقدر يصلى من أجله لعل ربنا يفتكره ويجيبه ,وهل ممكن نصلى من أجل موضوع حتى لو كان الموضوع ده مفيش أمل منه ,ولكن من أجل غيرتنا على خلاص النفوس نقدر نلاقى هذا الأمل , للأسف لم يجد فكان الحكم على سدوم وعمورة بالأبادة ولكن أبراهيم يشفع من أجل لوط كما سنرى فى الأصحاح القادم وهذه ثانى مرة يخلص أبراهيم لوط ,المرة الأولى بالحرب والثانية بالشفاعة ولكن حرق سدوم وعمورة يوقفنا عند سؤال نفكر فيه أمتى ربنا ينهى العالم ؟ لما ما يبقاش فى واحد يتوب ,لكن طول ما فى واحد بيتوب الله يؤجل الدينونة لحد ما هذا الأنسان يتوب ,لكن ينهى الله العالم لما مايلقاش حد بيتوب وهذا الميعاد فى ذهن الله وربنا يعرف أمتى مفيش حد حا يتوب ولذلك لما تكلم معنا وقال أنتم ملح الأرض وأنتم نور العالم ,يعنى طول ما فى ناس بتتوب فعلا وبتصلى وبتشفع طول ما العالم موجود ,ولكن لما يفسد الملح ولما ينطفى النور وهى كلمة موجهه لكل أنسان أنه يفهم دوره فى الحياة فأذا كان الملح بيحفظ من الفساد وبيحفظ العالم وأذا كان النور بيعطى أستنارة للعالم ورؤيه للعالم فهذا ما كلفنا بيه المسيح لكن لو أحنا فشلنا فى تأدية هذه المهمة خلاص العالم لايكون له معنى وتأتى النهاية.