منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 11 - 2020, 11:51 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,256

برسكيلا وبركة التضحية القوية




برسكيلا وبركة التضحية القوية



يقول الرسول في تحيته لبريسكلا وأكيلا «اللذين وضعا عنقيهما لأجلي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل جميع كنائس الأمم» فهذه العبارة تشير إلى خطر عظيم جابهه الرسول لا نعلم أين ومتى، أفي أفسس حيث حارب وحوشًا، وكانت حياته معلقة في ميزان!؟ أم في مكان آخر من الأماكن الكثيرة التي واجه فيها الموت!؟ لا نعلم!! ولكننا نعلم أن الزوجين الصديقين قدما نفسيهما من أجله في ذلك الوقت وكان الباعث عندهما لهذا البذل العميق، فيما نعتقد، أكثر من مجرد تلك المحبة القوية التي تشيع بين نفوس الناس، المحبة التي تنشأ استجابة للغرائز المضطرمة والأرواح المؤتلفة المتعانقة، فهذه المحبة على عظمتها وسموها شيء أرضي إنساني يبعثه تداني النفوس البشرية وتماسها، ولكن محبة بريسكلا وأكيلا كانت أروع من هذه وأنقى، إنها شيء سماوي قدسي إلهي، ألم يقدهما بولس إلى معرفة المسيح؟ ألم يفتح لهما طريق الخلاص الأبدي؟ وهل يستطيعان أن يحبا على الأرض شيئًا أو إنسانًا أكثر من الشخص الذي قادهما إلى السماء؟ أو ليس دينهما لبولس هو ذات دين فليمون الذي قال له الرسول: «أنك مديون لي بنفسك» فمهما بذلا وقدما لا يكونان قد قدما للرجل شيئًا أعظم من تقدمته إليهما؟ إن الشخص الذي عرفني المسيح هو الشخص الذي أدين له بعد مخلصي بأسمي ما في الوجود وما في نفسي، على أن حبهما مع ذلك كان أعلى وأجل، إنهما لم يحبا بولس لبولس ذاته بل أحباه أكثر، لأنهما أحبا فيه شخص المسيح ومجد المسيح، إن موت بولس على خطورته وهوله لا يعنيهما بقدر ما يعنيهما تأثر قضية المسيج ومجده بهذا الموت، لقد كان لبولس في الكنيسة مركز الإمامة والقيادة، وموت القائد أفجع كثيرًا من موت عشرات الجنود، لأجل ذلك رأى أكيلا وبريسكلا أن الخسارة التي تصيب الكنيسة بموتهما لا تقاس شيئًا بالخسارة التي تحدث لو مات بولس، ومن ثم تقدما في شجاعة وجرأة ومحبة ليفتدياه. «اللذين وضعا عنقيهما لأجلي» أهذا تعبير مجازي فاه به الرسول ليتحدث عن عظمة تضحيتهما كما يفكر البعض؟ أم هو - كما يذهب آخرون - تعبير حرفي لما فعله الزوجان إذ وضعا عنقيهما فعلاً على إلة الموت، وكان يمكن للفأس أو السيف أن يطيح برأسيهما بعيداً، لولا تدخل الله بكيفية خارقة في اللحظة الأخيرة.. الذي نعلمه أنهما، على أي حال، اجتازا وادي الموت المخيف من أجل الرسول، وكانت تضحيتهما ضربًا رفيعًا من أروع ضروب التضحية في تاريخ الكنيسة، بل في التاريخ الإنساني الجليل. أي بريسكلا وأكيلا! أي أيها الزوجان العزيزان ليست كنائس الأمم القديمة فقط هي التي تتوجه إليكما بالشكر العميق لما صنعتما من أجل الرسول، بل نحن أيضًا الذين نقف، وراء هذه الكنائس، خلف القرون المتباعدة، ما نزال نردد في إعجاب وتحية ما قمتما به من عمل باسل وتضحية كبرى، لقد حفظتما لله وللكنيسة ولنا حياة الرجل الثاني بعد ابن الإنسان، الرجل الذي حمل على أكتافه العالم الوثني القديم، ومد ملكوت يسوع المسيح في أحشاء الإمبراطورية الرومانية والتاريخ، لقد حفظتما لنا، وأنتما لا تدريان، أغلب رسائله الخالدة التي كتبها بعد ذلك، والتي سيظل العالم إلى الأبد يغترف منها مناهله العذبة، لقد حفظتما لنا رسائل رومية وكورنثوس وأفسس وفيلبي وكولوسي وتيموثاوس وتيطس وفليمون والعبرانيين. سارت الأيام بالرسول العظيم، حتى جاء إلى أخريات حياته، وهناك في روما، وفي اللحظة القاتمة ، مثلت أمام عينيه، وفي سجنه الأخير، المسرحية المحزنة: سخرية الاتهام، وضيعة العدالة، والخيانة البشعة، حين تولى عنه جميع الأصدقاء «الجميع تركوني» على أن في تلك الفترة الدقيقة، والسيف فوق رأسه، عاد بذكراه إلى الأيام الخوالي العزيزة، وذكر أصدقاءه الأوفياء الأعزاء، أصدقاء أفسس الذين ثبتوا معه في المحنة والألم والأحزان، بيت أنيسيفورس الذي أراحه ولم يخجل بسلسلته وبريسكلا وأكيلا اللذين وضعا عنقيهما لأجله، فتنسم رائحة الراحة والبهجة والذكرى العزيزة، وكتب إلى تلميذه قبل أن يضع قلمه الجبار، ويجود بأنفاسه الأخيرة: «سلم على فرسكا وأكيلا وبيت انيسيفورس». وهكذا شاءت نعمة الله للرجل العظيم، ألا يحرم في أرض الخيانة والموت، من ومضة بهية، تضيء ظلمات سجنه، وتقنعه وهو يودع العالم أن الأرض بخير، وأنها لا يمكن أن تخلو أبدًا من الأحباء الأوفياء الخالدين....
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
برسكيلا
برسكيلا وبركة التعليم الطيب
برسكيلا وبركة الكنيسة الصغيرة
برسكيلا وبركة البيت السعيد
التضحية بالنفس ترفع عنا حرج التضحية بالآخرين


الساعة الآن 03:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024