ثم دخلت بيت أحد المسيحين وأقامت زماناً تمارس رياضة العبادة أثناء الليل وأطراف النهار شاكرة الله جلت رحمته.
وفي تلك الأثناء جاء إلى المدينة حاكم جديد. فلما عرف ما كان من أمر تكلا أمربإحضارها، ولما مثلت أمامه سألها هي مسيحية فأجابته بطلاقة أنها مسيحية أمام أعيان الأمم واليهود. فأمر أن تقدم إلى ميدان الوحوش الضارية. واجتمع الشعب حول الحلية وأطلقت الوحوش تدنو منها ورسمت علامة الصليب المقدس فجلست جميع الوحوش عند قدميها كالكلاب المستأنسة تلحس قدميها بألستنها، تتعلقها بأذنابها، فلم يرعو من غيه بل أمر أن يعلقوا القديسة برجليها على ذنبي ثورين بريين مفترسين فلم أن يعلقوا القديسة برجليها على ذنبي ثورين بريين مفترسين فلم يتحرك الثوران مع أنهم كانوا ينخسونها بمنخس محمّى.
فاستولى حينئذٍ الذهول على الحاكم وقال للبتول بصوت لطيف: “أخبريني أيتها الفتاة ما الذي يرد هذه الوحوش المفترسة عن أن تؤذيك؟” قالت البتول: “إني أمة الإله الحي”. فوقع في قلبه خوف عظيم وطلب ورقة وكتب عليها: “إني أطلق تكلا النقية عبدة الإله الحي”. وسلم الورقة إلى البتول فذهبت بها سالمة.