كانت القديسة تكلا تمضي زمانها منفردة في مناجاة الله جل شأنه متأملة قضايا الشريعة الإنحيلية، ولما كان التغيير الباطن لا بد أن يظهر سريعاً في الخارج سألتها أمها: “من أين لك هذا الاحتشام الجديد وكيف ترفضين التزيين بالحلي خلافاً لجميع العذارى. ألفت الوحدة والإنفراد والصلاة؟” فقالت لها تلك الآية الحكيمة: “لقد سمعت تعليم الديانة المسيحية واستنرت بأنوار حقائقها الساطعة وتحققت بطلان عبادة الأوثان فأسأل الله أن يصنع بك كما صنع بي ويمزّق عن عينيك برقع الغباوة وينجيك من هذه العبادة التي توصلك إلى جهنم وبئس العافية. ثم أعلمي يا أمي أني نذرت عفتي لله تعالى نذراً دائماً وبناء على ذلك فمن المستحيل أن أرتبط مع أحد بالزواج”.