رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدمة المخطوطة البرموس وما بعدها هذه سيرة أولى الشهيدات في المسيحية العذراء السامية في طهارتها، المتألقة في قداستها القديسة البتول تكلا، في القرن الأول المسيحي. عاصرت بولس الرسول وسمعت بأذنيها تعاليمه ورأت عظمة أقواله بعينها: فبهرتها حتى استخفت بكل مجد العالم في سبيل عزمها ونذر بتوليتها، وقد كرست نفسها وجسدها للمسيح حتى لترتسم في سيرتها صورة البتولية الطاهرة، اقتداء بسيدتنا كلنا فخر جنس البشر القديسة والدة الإله السماء الثانية مريم العذراء. أحرى بنا أن نطوّب في هذا المجال العذراء القديسة مريم التي من مجدها انتشر أزكى عبير أفاحه الله على صاحبة السيرة فتشبهت بها وأكرمت وسمت. يتبين لنا بين سطور هذه السيرة النقية نفحات طيبات ونسمات أرق من نسمات الصبح المنير تدفع البرء إلى النفوس وتبعث بالأضواء إلى القلوب النابضة بحياة المسيحية العارفة بالديانة النقية. نعم، ياليت لنا لغة الملائكة حتى نفهم عظمة مجد البتولية. لك الله أنت أيتها القديسة تكلا! شابهت المصدر الصافي والمجمرة الذهبية حاملة العنبر ينبوع البركات ومعدن الطهر في الأرض والسماء. وقديماً أخذ القديسون مجد البتولية ويقربون إلى إفهام الناس صورتها النقية البارعة وسماتها الزكية التي لا تراها إلا النفس الطاهرة. وقد أتينا بآراء أئمة الدين من العلماء القديسين مما يختص بهذه القديسة. ونظراً لأن القديس مار يعقوب السروجي العلامة صاحب التشبيهات الرائعة والصور الناطقة أخذ في ميمره الذي أتينا به في آخر السيرة يحلق في سماء مجد البتولية يقطف لنا من معانيها البعيدة المنال ما يقرب صورتها إلى وجداننا. ويتبنها في قرارة نفوسنا، مثل أريج طيب في ضوء خاطف تشمتّه الأنفس لكن لا يلبث أن يذهب عنا فيدفعنا الحنين إلى إجتلاء آثاره ومشاهدة أنواره. أنها نفحات طيبات إذا اجتمعت معانيها وانتظمت مع هذه السيرة ظهرت أبرع جمالاً أقل ما يتناسب مع طهارة صاحبتها. وفيها أجمل قدوة وأعز ذكرى للجميع بالأخص للفتيات يترسمون من بين السطور الخطى ويستلهمون البركة والنعمة من معطي النعم أبي الأنوار. ولإلهنا المجد والعظمة إلى أبد الدهور آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة تكلا ومخطوط دير البرموس |
نياحة القديسة تكلا البتول |
القديسة تكلا البتول “إني أمة الإله الحي” |
القديسة تكلا البتول والنار متقدة |
القديسة تكلا البتول الشهيدة |