![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا(28) ..أرواح الذين رقدوا تحت المذبح2 بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ١ نوفمبر ٢٠١٤ ![]() مثال آخر حدث في الانتقام من أريانوس والي أنصنا؟ ذلك الوحش القاسي الذي عذب وقتل بكل عنف كثيرا من الشهداء القديسين بكل بشاعة…لاشك أنه أكبر انتقام لأولئك الشهداء أن هذا الوالي الوثني أريانوس قد آمن بالمسيح أخيرا وقتل من أجل اسمه وصار هو أيضا شهيدا ورقد مع من قتلهم تحت المذبح مثلهم. إن الشهداء الذين سفكت دماؤهم علي الأرض تقدست الأرض بها وصارت دماء هؤلاء الشهداء بذارا للإيمان وكان هذا هو أكبر انتقام لدمائهم التي لم تضع عبثا.. وما أكثر الذين آمنوا لما رأوا بطولة هؤلاء الشهداء وشاهدوا بسالتهم واحتمالهم أثناء استشهادهم. +++ هم قالوا للرب:حتي متي لاتقضي لنا وتنتقم لدمائنا..؟ وقد قضي الله لهم ولكن بطريقته الإلهية المملوءة حكمة: إن الله لم يترك الظلم ينتشر علي الأرض وتلك الدولة الرومانية الوثنية القاسية لم يتركها الله هكذا وكل أباطرتها الظالمين قد انتهوا. وما أعمق ذلك الكتاب الذي كتبه لاكتيانوس عن نهاية المضطهدين والظلم قد ينتعش فترة ولكنه ما يستمر.. وحسنا قال الشاعر: كم ضجيج ضج من قبل فما أن أتاه الرب حتي أسكته ولقد ضجت الدولة الرومانية الوثنية كثيرا,ثم خفت صوتها وانتصرت كلمة الحق أخيرا ولكن كيف انتقم الله من تلك الدولة؟ +++ كان أعظم انتقام من الدولة الرومانية التي اضطهدت المسيحية أنها آمنت بالمسيحية أخيرا وصارت دولة مسيحية منذ أيام قسطنطين. طريقة انتقام الله من الإنسان الشرير ليس بأن يهلكه وإنما بأنه يحوله إلي تائب أو إلي قديس. فالنقمة عند الله غير النقمة عد الإنسان إن أراد إنسان أن ينتقم من غيره سيقول سأقتله أما الله فيقول:لا أقتل هذا الشرير بل أقتل الشر الذي فيه.. علي أن الشرير هو ضحية لذلك الشر. أما إذا استمر الشرير في شره ولم يستجب لطريقة الله في إصلاحه فيكون هو الجاني علي نفسه. ولقد انتقم الله من الدولة الرومانية بتحويلها إلي مسيحية ولكن الشر مع ذلك لم ينته من الأرض,كما قال الرب عن الحنطة والزوان أنهما ينميان إلي يوم الحصادمت13فالأوان مازال ينمو والحنطة تنمو. +++ قال الرب لأوائك الشهداء:استريحوا زمانا يسيرا حتي يكمل العبيد رفقاؤكم العتيدون أن يقتلوا مثلكم. وعجيبة هي عبارةزمانا يسيراالتي قيلت لهم!! إنهم استشهدوا من بدء القرن الأول للمسيحية وها قد مر عشرون قرنا ومازالوا مستريحين حتي يكمل العبيد رفقاؤهم!وقد انضم إليهم كثيرون قد استشهدوا خلال تلك القرون ورقدوا معهم تحت المذبح وانتظروا إلي أن ينضم إليهم شهداء آخرون لكي يكمل العدد. وقيل عن كل ذلك زمانا يسيرا.. حقا إن ألف سنة عند الله كيوم واحد مز90:24بط3:8المقاييس عند الله غيرها عند البشر. ’إن الله يريد جميع هؤلاء الشهداء أن يجتمعوا معا في ملكوته لذلك قال لهؤلاء الشهداء أن ينتظروا زمانا يسيرا حتي يكمل العبيد رفقاؤهم ,بل حتي تكمل الكنيسة المجاهدة كلها التي علي الأرض وتنضم إلي الكنيسة المنتصرة التي في السماء. +++ قيل عن أولئك الشهداء إنهم أعطوا ثيابا بيضاء. وكأنهم يقولون ما هذا يارب؟أننا نلبس حمرا ملطخة بدمائنا ولكنه يقول لهم: أنني البسكم ثيابا بيضاء لتنطبق عليهم عبارة النشيدحبيبي أبيض وأحمرنشيد5:10كما أن الثياب البيض ترمز إلي نقاوتكم ترمز إلي النقاوة التي نلتموها أولا في الفداء,حسبما قيل هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروفرؤ7:14. وعبارة ثيابا بيضاترمز إلي مغفرة كل خطاياهم بالاستشهاد فبموتهم مع المسيح غفرت لهم كل الخطايا السابقة ولم تعد تحسب عليهم خطية وهكذا أعطوا ثيابا بيضا لأنهم أطهار قد اغتسلوا بالدم. نحن علي الأرض أيها الإخوة إذا أخطانا نغتسل بدموع التوبة أما الشهداء فيغتسلون بالدم. +++ دماؤهم أيضا كانت تعبيرا صادقا عن توبتهم وعدم محبتهم للعالم. لأنه لو كان فيهم شيء من محبة العالم ما كانوا يتقدمون إلي الموت فالذي يقبل أن يموت ويترك العالم كله معني ذلك أن محبة العالم قد ماتت تماما في قلبه مع اشتياق أن يكون مع المسيح في الفردوس.. كل ذلك مع إيمان كامل بالحياة بعد الموت وسعادة العشرة مع رفقائه الذين سبقوا ورقدوا تحت المذبح. +++ قيل لهم: أن يستريحوا حتي يكمل رفقاؤهم وإخوتهم العتيدون أن يقتلوا مثلهم فلماذا يسمح الله بقتل كل هؤلاء وأولئك؟ أليس بإمكان الله أن يحافظ عليهم ويمنع عنهم القتل؟أليسوا أحباءه وأولاده؟نعم كل ذلك حق ولكن الله يريد لهم مصيرا أفضل في السماء فكل تعذيب يحتملونه له أجره ومكافأته وقد قال الكتاب عن السيد الرب إن كنا نتألم معه فلكي نتمجد أيضا معهرو8:17. إن الله سيعطيهم فرصة أن يقتلوا ,كما أعطي هذه الفرصة لمارجرجس ومارمينا وباقي الشهداء القديسين ورقدوا تحت المذبح. أنه بسماحة بهذا الاستشهاد إنما يعد اكليلا للشهيد يتمتع به في مصيره الأبدي فهذا المصير الأبدي هو الأهم عند الله. وقد سمح في فترة تجسده علي الأرض أن يقتل يوحنا المعمدان وتؤخذ رأسه بالسيف إذ كان يعد له إكليلا يناسب جهاده. +++ هؤلاء الشهداء يرقبون رفقاءهم الذين علي الأرض العتيدين أن يقتلوا مثلهم وهم بلاشك يصلون لأجلهم أن يكملوا جهادهم بسلام. وكلما أشتدت ضيقاتهم أو كادت نفوسهم تضعف يشفعون فيهم حتي يمكنهم الوصول إليهم لينالوا الأكاليل والثياب البيض. بركتهم جميعا تكون معنا آمين. |
![]() |
|