رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا 5 ..الكنائس السبع السبت 02 نوفمبر 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث قال الرب للقديس يوحنا الرائي...والذي تراه اكتب في كتاب وأرسل إلي السبع الكنائس التي في آسيا إلي أفسس وإلي سميرنا وإلي برغامسوإلي ثياترا,وإلي ساردس وإلي فيلادلفيا وإلي لاوديكيةرؤ1:11.. اكتب ما رأيت وماهو كائن وماهو عتيد أن يكون بعد هذا:سر السبعة الكواكب التي رأيت علي يميني والسبع المنائر الذهبية السبعة الكواكب هي ملائكة السبع الكنائس والمنائر السبع التي رأيتها هي السبع الكنائسرؤ1:20,19 ...هذا يقوله الممسك السبعة الكواكب في يمينه الماشي في وسط السبع المنائر الذهبية...رؤ2:1 فما هو تفسير أو رموز تلك الكنائس السبع التي كان يرعاها القديس يوحنا الرسول في آسيا الصغري والتي ما بقي منها شيء؟! ما أكثر تأملات الكتاب والمفسرين في هذه الكنائس السبع: البعض يتناولها بتفسير حرفي والبعض يتناولها بطريقة روحية تأملية والبعض يأخذها بطريقة رمزية بحتة والبعض يتعرض لها بتتابع تاريخي من عصر الرسل إلي يومنا هذا. والبعض يمزج بين هذه الطرق جميعا أو يختار البعض منها ويرفض الآخر أو يسبغ عليها أو علي بعضها نظرة مذهبية معينة..!ونحن قبل أن نعرض لهذا كله نود أن نتأمل تلك الرؤيا روحيا. ظهرت الكنائس السبع في هذه الرؤيا كمنائر لكي تقدم عمل الكنيسة في العالم...فكل كنيسة عبارة عن مركز للنور وهذا هو الوضع الذي طلبه منا السيد الرب حينما قال:فليضءنوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات مت5:16 الكنيسة بوضعها الطبيعي هي حاملة النور للعالم الذي يعيش في الظلمة ليست هي النور وإنما حاملة للنور. كانت المنائر في تلك الأزمنة تضييء بالزيتكما في السرجوالزيت في الكتاب المقدس يرمز إلي الروح القدس. ولذلك فالمؤمنون ينيرون العالم ليس بنورهم الذاتي إنما بمدي ثباتهم في روح الله الذي يعلمهم كل شيءيو14:26 +++ ولعل الرب في هذا المنظر ذكرنا بالصورة في خيمة الاجتماع. حسبما قال الرب لموسيوتصنع منارة من ذهب نقيخر25:31وقال في وصفها جميعها خراطة واحدة من ذهب نقي وتصنعها سرجها سبعة فتصعد سرجها لتضيء إلي مقابلها...وانظر فاصنعها علي مثالها الذي أظهر لك في الجبلخر25:40,37,36. هذا هو النور السباعي الذي للكنيسة وربما الرقم سبعة يرمز إلي كمال إضاءتها أو إلي كمال انتشار ضوئها... ومازلنا حتي الآن نحتفظ بلقبمنارةفي بناء كل كنيسة مع أن الوضع تغير عن الصورة القديمة لكن الهدف واحد من كلمةمنارة +++ وفي المنظر الذي رآه يوحنا كان السيد المسيح في الوسط والمنائر السبع حوله... ولعل هذا يذكرنا بقوله لناحيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهممت18:20إنه مركز الكنيسة وإن لم يكن في وسطها لا تكون الكنيسة كنيسة ولكنه طمأننا بقولهها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهرمت28:20. وكون المسيح وسط المنائر السبع يعطي فكرة عن وحدة الكنيسة ومادام الرقم سبعة يرمز إلي الكمال إذن السبع الكنائس التي في آسيا الصغري قد تعني كنائس العالم كله أو ترمز إليها...إلي كل الذين أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمهيو1:12والسيد المسيح في وسط الكل وهذه صورة بلا شك لوحدة الكنيسة ودعوة كل المؤمنين في أرجاء المسكونة أن يجتمعوا معا والمسيح في وسطهم. +++ في الرؤيا كان السيد المسيح في وسط الكنائس السبع... وفي يده اليمني السبعة كواكب أي ملائكة الكنائس السبعة. وواضح أن هؤلاء الملائكة السبعة هم رعاة تلك الكنائس أو هم أساقفتها وكلمة ملاكوردت كثيرا في الكتاب المقدس عن إنسان وبالذات عن كاهن كما وصف يوحنا المعمدان الكاهن ابن الكاهن بأنه الملاك الذي يهييء طريق الرب قدامهمر1:2ملا3:1 ويؤيد هذا أن العبارات التي وردت في رسائل الرب لهؤلاء الملائكة السبعة أنه يخاطب فيها بشرا وأنهم أساقفة الكنائسرؤ2,رؤ3وواضح طبعا أن القديس يوحنا الرائي ما كان سيكتب رسائل ويرسلها إلي ملائكة سمائيين!إنما سيرسلها إلي أساقفة الكنائس. ولقد اعتبر رعاة الكنائس ملائكة بسبب نقاوتهم وبسبب طاعتهم الكاملة في توصيل كلمة الرب للناس كما قال داود النبيسبحوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامهمز103:20وعن هذا نقول أيضا لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض مت6:10 وكلمة ملاك في اليونانية تعني أيضارسول Messengerوفي هذا يقول سفر ملاخي النبي إنه من فم الكاهن يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنودملا 2:7 +++ تقول الرؤيا إن هؤلاء الرعاة كانوا في اليد اليمني للرب وهي بلا شك قاعدة:إنه لا يستطيع أحد أن يكون خادما للرب أو رسولا له مالم يكن في يده اليمني يفعل به الرب ما يشاء. في يمين الربيمينه التي صنعت قوةمز116:16وعن هذا قال الرب في الإنجيلخرافي تسمع صوتي وتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلي الأبد ولا يخطفها أحد من يدييو10:28 وهذا هو موضع الأسقف أو موضع الراعي في الكنيسة كما ينبغي أن يكون أنه في يمين المسيح فلا يتصرف من ذاته في شيء إلا كما توجهه هذه اليمين وكما تعطيه من القوة. +++ هؤلاء الرعاة قد شبههم الرب بالكواكب والكوكب يضيء ولكنه لايضيء بذاته إنما من نور شمس يسطع عليه والمسيح هنا وصف بأنهكالشمس وهي تضيء في قوتهارؤ1:16وبنوره يضيء هؤلاء الكواكب السبعة وقد قيل فقي سفر دانيال النبيالفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلي البر كالكواكب إلي أبد الدهور دا12:4. بعد هذه المقدمة تبدأ رسائل الرب إلي ملائكة الكنائس السبع إلي كل منهم علي حدة فيقول للقديس يوحنا الرائي:اكتب إلي ملاك كنيسة... +++ تأمل عام في الرسائل السبع: 1الذين يتأملون بأسلوب تاريخي متتابع: يرون أن كنيسة أفسس تمثل عصر الآباء الرسل وأننا الآن في أواخر الدهور في عصر كنيسة لاوديكية وكيف ذلك؟ يستنتجون أن أفسس تمثل عصر الرسل من قول الرب لملاكها قد جربت القائلين أنهم رسل وليسوا رسلا فوجدتهم كاذبينرؤ2:2كذلك تحذيره له من النيقولاويين بقوله ولكن عندك هذا أنك تبغض أعمال النيقولاويين التي أبغضها أنارؤ2:6وأصحاب هذه البدعة كانوا من أتباع نيقولاوس وهو واحد من الشمامسة السبعةأع6:5كما يقول بعض المفسرين وقد ضل وابتدع... +++ يرون أن كنيسة سميرناتمثل عصر الاضطهاد الأول وكلمة سميرنا مأخوذة من كلمة المر وتشمل في نظرهم الاضطهادات والاستشهادات في القرون الأولي ويستنتجون من قول الرب لملاك تلك الكنيسة لاتخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيامرؤ2:10 والمقصود بالعشرة أيام هنا فترات عشرة ملوك من المضطهدين... ولذلك يدعو ملاك هذه الكنيسة أنيكون أمينا حتي الموت +++ +يرون أن كنيسة برجاموس تشير إلي فترة اقتران بين الكنيسة والدولة لأن معني كلمةبرجاموس:زواج. والاقتران بين الكنيسة والدولة يعني اعتناق الدولة الرومانية للديانة المسيحية ابتداء من عهد قسطنطين الملك. ويري أولئك المفسرون أن تلك الفترة وإن كان قد زال منها الاضطهاد بسبب الدين إلا أنه كثرت فيها البدع التي تشير إليه عبارةالنيقولاويينوكثر فيه الفساد الذي تشير إليه عبارة تسكن حيث كرسي الشيطان رؤ2:15,13 وأيضا الحديث عنضلالة بلعامرؤ2:14 وطبيعي أنهم يأخذونها بأسلوب رمزي, ولانستطيع أن نوافق علي اقتران الكنيسة بالدولة هنا إلي أنه يشير إلي كرسي الشيطان ذلك أن المسيحية انتشرت بشكل واسع جدا كما انقرضت الوثنية تماما وكذلك ظهرت الرهبنة وانتشرت لتقدم صورة جميلة لحياة النسك والوحدة لأجل محبة الله. كما أنه في تلك الفترة ظهر أعظم أبطال الإيمان. +++ +عصر كنيسة ثياترا وهذه الكلمة تعنيمسرح أي أسلوب عصر لهو وعبث وفساد بطريقة أولئك المفسرين ويرون أن زمن تلك الكنيسة يشير إلي العصور الوسطي التي سماها كثير من المؤرخين بالعصور المظلمة والتي جاء بعدها عصر النهضة وانتشار العلم. والمفسرون البروتستانت في تفسيرهم لعصر تلك الكنيسة يهاجمون الكنيسة الكاثوليكية هجوما شديدا ويقولون إنها تمثل عصر البابوية التي انتشرت فيها محاكم التفتيش وصكوك الغفران وواضح جدا التعصب المذهبي الشديد في هذا التفسير والتركيز علي بعض أحداث معينة في التاريخ وإن كنا نتخذ كلمةثياترارمزا فلترمز إذن إلي الفساد في أي عصر من العصور...حتي في عصرنا الحاضر الذي كثرت فيه البدع وكثر فيه الفساد الخلقي والبعد عن التوبة كما قيل في الرسالة إلي ملاك تلك الكنيسة إشارة إلي إيزابل وزناها وقول الرب عنها أعطيتها زمانا لكي تتوب ولم تتبرؤ2:21 +++ + عصر كنيسةساردسوهي كلمة معناهابقية وهنا يدخل في التفسير أيضا التعصب المذهبي فيقول المفسرون من البروتستانت إن هذه البقية هي التي خلصت من الثياترا الكاثوليكية في عصر لوثر وكلفن وزملائهما وخلفائهما فيما يسمونه عصر الإصلاحReformation أو بالفرنسية:الميلاد الجديدRenaissance. وإن كانوا يعتمدون في تفسيرهم علي قول الرب لهعندك أسماد قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقونرؤ2:4 فلا ننسي أن ملاك كنيسة ساردس هو الذي قال له الربأن عارف أعمالك أن لك اسما أنك حي وأنت ميت!رؤ3:14فكيف ينطبق هذا علي عصر إصلاح أو ميلاد جديد؟! يبدو أن التشبث بالتفسير علي أساس التتابع التاريخي من عصر الرسل هو تفسير له أخطاؤه ومطباته!! +++ + عصر كنيسة فيلادلفيا وهي ترمز إلي المحبة الأخوية. وبيقولون إنه العصر الذي تتآخي فيه الكنائس وتتعاون معا وربما في نظرية التتابع التاريخي يشير إلي بدء الحركة المسكونية التي أصبح لها مجلس عام وهو مجلس الكنائس العالميW.C.C ومجلس كنائس الشرق الأوسطM.E.C.C ومجلس كنائس كل أفريقيا AA.C.C ومجلس كنائس كندا C.C.Cومجلس كنائس أمريكاA.C.Cومجالس كثيرة جدا وهدف الكل هو الوحدة المسيحية والتعاون معا في مشروعات متعددة. ويرون أن هذا العصر الذي ترمز له كنيسة فيلادلفيا هو عصر بدأ وسيستمر وليست له نهاية. +++ + عصر كنيسة لاوديكية ومعناها حكم الشعب ويرون أنه يشير إلي عصرنا الحاضر عصر الديمقراطية وحكم الشعب. ونحن لانستطيع أن نأخذ طبيعة العصور من أسماء معاني الكنائس فعصر كنيسة لاوديكية قال عنه الربلأنك فاتر لست باردا ولا حارا أنا مزمع أن أتقيأك من فميرؤ3:16فهل هذا هو عصرنا كما يري أصحاب نظرية التتابع التاريخي في التفسير؟!وهل هو الذي قال له الرب لست تعلم أنك الشقي والبائس وفقير وأعمي وعريانرؤ 3:17! هل مجرد معني كلمةلاوديكيةيكفي؟! +++ + لذلك أفضل من هذا كله أن نلجأ إلي التفسير الروحي ونري أن كل كنيسة تمثل حالة روحية معينة للكنائس أو الأفراد فنقول مثلا إن كنيسة ما تحيا في حالة كنيسة سميرنا وأخري في حالة كنيسة برجامس أو أن كنيسة تنتقل من حالة كنيسة كذا من الكنائس السبع إلي حالة كنيسة أخري...دون أن نفرض حالة من التتابع التاريخي علي كل كنائس العالم بلا تمييز وما نقوله عن الكنائس يقال أيضا علي الأفراد أو الجماعات: +++ ملاحظات علي الرسائل السبع 1 الملاحظة الأولي أن الرب يقول يقول لكل ملاك من الملائكة السبعة بلا استثناء أنا عارف أعمالك.. وهو درس لكل منا ولكل كنائسنا أن أعمالنا كلها مكشوفة أمام الله يعرف الظاهر منها والخفي باعتباره أنه ضابط الكل +++ 2 في كل الرسائل السبع يعد الرب بوعود جميلة لكلمن يغلبوهذه العبارة مكررة في كل رسالة وأول وعد هومن يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس اللهرؤ2:7والأخير هومن يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشهرؤ3:21. +++ 3والرب في رسائله ينبه كل راع إلي العيوب الموجودة عنده بعبارةعندي عليكسواء من جهته شخصيا كما قال لملاك كنيسة ساردسأي لك اسما أنك حي وأنت ميترؤ3:1أو كما قال لملاك كنيسة لاوديكية لأنك فاتر..أنا مزمع أن أتقيأك من فميرؤ3:16أو أن الرب نبه الراعي إلي أخطاء عند شعبه كما قال عندي عليك أن عندك قوما متمسكين بتعليم بلعام...رؤ2:14 +++ 4في آخر كل رسالة قدم الرب نصيحة هامة وهيمن له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائسرؤ2,رؤ3 وأيضا دعا إلي التوبة وقدم عقوبة لمن لايتوب ,كما قال لملاك كنيسة أفسسوإلا فإني أتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتبرؤ2:5. |
|