رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد13 اسمك طيب مسكوب..لذلك أحبتك العذاري السبت 12 يناير 2013 بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية.. اجذبني وراءك فنجري..نش5:10 اسم الرب: من اعجاب الكنيسة بهذه العبارة تذكرها في رفع بخور عشية طيب مسكوب هو اسمك القدوس.وفي كل مكان يقدمون بخورا لاسمك القدوس وصعيدة طاهرة. اسم الرب له رائحة طيبة تنعش النفوس وتنتشر في كل مكان كما ينتشر الطيب لذلك أحبته العذاري. اسم الرب اسم حلو,يفرح به أولاد الله لذلك نقول له في الإبصلمودية اسمك حلو ومبارك في أفواه قديسيكويقول له داود النبي في المزمور:محبوب هو اسمك يارب,فهو طول النهار تلاوتيمز119. أي أنه من محبتي لاسمك أظل أردده طوال اليوم.. تماما مثلما يحب إنسان شخصا ما,فيظل يتكلم عنه:ويردد اسمه في كل مناسبة ويجد لذة في ترداد اسمه... هذا الاسم يملأ عقله وفكره وحواسه ولايفارق شفتيه... ومن حلاوة اسم الرب نقول لهاسمك طيب مسكوبويقول المزموراسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمتعيطلبه في كل ضيقة ويحتمي به. اسم الرب يرعب الشياطين ويعطي القديسين طمأنينة.... وهكذا نري داود النبي حينما وقف أمام جليات الجبار قال له أنت تأتيني بسيف ورمح وأنا آتيك باسم رب الجنود مجرد دخول اسم الرب قادر أن يهزم جليات ..وبنفس الوضع قال بطرس للرجل المقعد علي باب الهيكلليس لي ذهب ولا فضة ولكن الذي معي إياك اعطيه,باسم يسوع المسيح قم وأمش.وباسم الرب قام ومشي كما باسمه انتصر داود علي جليات. ونحن لذلك نستخدم اسم الرب في كل أعمالنا وحياتنا: في الأكل,في المذاكرة,في العمل,في دخولنا وخروجنا نبدأ كل هذا باسم الله. نضع اسم الرب في كل عمل لكي يتبارك هذا العمل باسم الله..وبهذا تشعر أن الله أمامك باستمرار. اسم ربنا مخيف بالنسبة إلي الخطاة لأنهمخيف هو الوقوع في يد اللهلكن بالنسبة للقديسين اسم الرب محبوب. اسمك يارب موسيقي في أذني حلو في فمي..هو في صلواتنا في عبادتنا في قراءتنا ,في حياتنا اليومية... في قصة كبريانوس الساحر مجرد اسم يوستينة جعل الشيطان ينحل ويمشي فكم بالأولي إذن اسم الله وتأثيرة وقوته..! اسمك طيب مسكوب لذلك أحبتك العذاري. أحبتك العذاري: وعبارة احبتك العذاريتدل علي أن الحب المذكور في سفر النشيد,هو حب إلهي وليس حبا بشريا أو جنسيا الحب العالمي الحب الجنسي,الحب الجسدي,تسوده الأنانية والرغبة والامتلاك. لذلك إذا أحبت واحدة شخصا قد تغار عليه جدا فإن رأت فتاة أخري تخبه,تموت من الغيرة..لكن هنا في النشيد تقول له أحبتك العذاري..كلهم يحبونك..نفرح ونبتهج بك..بالحق يحبونكأي كل الناس يحبونك وأنا أفرح بهذا. حقا إن النفس التي تحب الله,تود أن يحبه الجميع. الإنسان الروحي يريد أن كل أحد يحب الله معه.. المرأة السامرية لما تعرفت علي المسيح ذهبت تدعو الناس تعالوا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلتوملأت المدينة حديثا عنه وأحضرت الناس إليه..وهكذا الرسل لما أحبوا المسيح ملأوا الدنيا كرازة باسمه. وبولس الرسول لما عرف الرب حاول بأسفار كثيرة وبتعب أكثر من الجميع إن يخلص علي حال قوما... وهكذا كل العذاري اللاتي أحببن الرب فمن هن العذاري؟ العذراء هي النفس التي أحبت الرب وليس في قلبها آخر يشغلها اقترنت بالله وحده وليس بآخر يشغلها... وهكذا قال بولس الرسول عن الكنيسة خطبتكم لأقدم عذراء عفيفة للمسيحفأصبحت كلمةعذراءلقبا للكنيسة ولهذا أيضا نري أن جميع الذين ينالون الخلاص قد شبههم الرب بخمس عذاري حكيمات. هولاء الخمس العذاري رمزا لجميع المختارين رجالا ونساء بتوليين ومتزوجين. في الكنيسة العذراء يوجد إبراهيم وإسحق ويعقوب المتزوجون كانوا متزوجين ولكن نفوسهم كانت عذراء..لأنها لم تعط ذاتها لآخر لاتحب شيئا إلي جوار الله. النفس العذراء تحب الله من كل القلب ومن كل الفكر... لايوجد أحد إلي جوار الله ينافسه في قلبها ولاتوجد في داخلها محبة أخري تتعارض مع محبة الله. لذلك فإن كلمةعذراءاستخدمت مجازا في الشعر أيضا فقال أحدهم عن أمانية التي لم تخطر بقلب أحد آخر: أمان عذاري لم يجلن بخاطر وبعض أماني القوم شمطاءثيب القلوب العذاري هي التي تفرغت لمحبة الله وحده.. وقد يسأل البعض:أليس كل إنسان يحب أباه وأمه وأولاده وأصدقاءه وتلاميذه؟! نقول إنها محبة داخل محبة الله لاتتعارض معها لاتنافسها ولاتنقصها...أحبك العذاري لأنها أشتمت من اسمك رائحة الطيب... كذلك نري أن أرواح القديسين رائحتها طيبة قد تصعد روح إنسان فيمتليء المكان برائحة بخور فيشعر الناس أنها روح طاهرة...كذلك صلوات القديسين تصعد كرائحة بخور إلي الرب والمحرقات أيضا كانت رائحة سرور فكم يكون الله نفسه... إن العروس عندما تزف إلي عريسها يضمخونها بالعطور كعروس مهيئة لعريسها وفي سفر أستير نسمع أن الملكة كانت تضمخ بالطيب والعطور مدة سنة كاملة قبل أن يقدموها للملك. إن الجسد يعطر بالطيب أما النفس فتتعطر بالفضائل . أما اسم الله فإنه لايتعطر وإنما هو العطر ذاته.لايسكب عليه طيب وإنما هو ذاته طيب مسكوب. كل من يدعي عليه هذا الاسم يتعطر وتنتشر رائحته ...لذلك أحبتك العذاري..فما معني هذه العبارة؟ إن الحياة الروحية بكل تفاصيلها تتركز في عبارة أحبتك العذاري..والملكوت هو نفوس عذاري تحب الله وحده... لايوجد في الحياة الروحية سوي الحب..البعض يظن أن التدين هو العبادة. والبعض يظن أن الحياة الروحية هي الإيمان أو هي أعمال الرحمة أو هي نقاوة القلب.. أما أنا.. فأقول إن الحياة الروحية هي الحب وليس غير..الله محبة:من يثبت في المحبة يثبت في الله,والله فيه. إن كنت لم تحب الله فأنت لاتعيش في الروح بعد.. إن شغلت يومك وليلك بالصلاة,وأنت لاتحب الله فصلاتك ليس شيئا وإن ملأت الدنيا كرازة وخدمة وتعليما وأنت لاتحب الله فقد صرت نحاسا يطن وصنجا يرن..وإن عشت في النسك وأسلمت جسدك حتي يحترق دون أن تذوق محبة الله فأنت لست شيئا الله لايريد غير الحب فقط من نفوس عذاري... تقول له أحبك يارب,وأحب العالم معك,يقول لك:نفسك ليست عذراء لأن كل من يحب العالم ليست فيه محبة الآب. أما النفس التي تحب العالم والجسد والمادة والشيطان والذات فإنها ليست عذراء,بل مقترنة بخمسة أزواج ..ومحبة العالم تلد أولادا كثيرين من شهوات متنوعة.. أمامك إذن سؤالان:هل تحب الله؟ وهل نفسك عذراء؟ فإن لم تكن نفسك عذراء فكيف تصير كذلك؟تصير بقولك: اجذبني وراءك فنجري: اجذبني وراءك فنجري..اجذبني فأجري ويجري الكل معي. سوف لا امشي وراءك بل سأجري بكل قوتي كما قال رسولك بولساركضوا لكي تنالوا:وسوف لا أجري وحدي وإنما سأحضر معي لك ثلاثين وستين ومائة. إنما المهم يارب أن تجذبني وراءك بدلا من أن يجذبني هذا التراب الذي أخذت منه لأنني تراب وربما إلي التراب أعود..فإجذبنيإلي محبتك وإلي خدمتك قل ليهلم ورائيكما قلت لبطرس وأندراوس..ولاشك أن كلمتك ستكون لها قوة عجيبة لايستطيع أن يقاومها قلبي... عندما قال الله لمتياتبعنيلم يكن ذلك مجرد أمر أو دعوة إنما كانت قوة جاذبية عجيبة شدته من مكان الجباية. فقام وراءه يجري كما جري وراءه كل التلاميذ. كلمة الرب قوية وفعالة ومثل سيف ذو حدين استطاعت أن تقطع كل الروابط التي تربطه بالعالم فوجد نفسه قد ترك كل شيء حتي مسئولياته في مكان الجباية. اجذبني يارب وراءك بنعمتك بروحك القدوس,بقوتك,بملائكتك,بكل ما عندك من وسائط روحية... وأنا سأجري كما جري أوغسطنوس الذي تحول من ملحد إلي أسقف قديس ومثل كثير من الخاطئات اللائي تحولن مرة واحدة لا إلي تائبات وإنما إلي قديسات... لما جذب السيد المسيح إليه التلاميذ الاثني عشر جروا وراءه ومعهم في أول يوم ثلاثة آلاف,ثم بعد معجزة شفاء الأعرج جذبوا خمسة آلاف ثم انضمت للرب جماهير من رجال ونساء ثم انضمت إلي الإيمان مدن وقري.وكان عدد الكنائس ينمو ويزداد والرب يضم في كل يوم للكنيسة الذين يخلصون.. كانت الكنيسة الأولي تجري في طريق الملكوت,لأن الرب كان قد قال:وأنا إن ارتفعت أجذب إلي الجميع. |
12 - 01 - 2013, 12:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تأملات في سفر نشيد الأناشيد13
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
|