رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَعَمِلَ الْحِجَابَ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ وَكَتَّانٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ كَرُوبِيمَ. [14] يحجب حجاب الهيكل القدس عن قدس الأقداس. يكشف هذا الحجاب عن حاجة البشرية، حتى المُتعبِّدين لله في المصالحة مع الله، حتى يمكنهم العبور إلى السماويات. هذا تحقَّق بصليب السيد المسيح، حيث انشق حجاب الهيكل، ليس بيدٍ بشرية، بل بعمل المُخَلِّص نفسه. صُنِعَ الحجاب من مواد مختلفة وألوان متنوعة: أسمانجوني وأرجوان وقرمز وكتَّان [14]. الأسمانجوني الأزرق يُشِير إلى السماء؛ والأرجوان يرتديه الملوك، والقرمز لون الدم، والكتَّان الأبيض يشير إلى الطهارة والنقاوة. هكذا يليق بالمؤمن أن يحمل السمة السماوية، ويسلك كملكٍ صاحب سلطان لا يخشى قوات الظلمة، ويتمتع بدم السيد المسيح الغافر للخطايا، ويعيش في طهارةٍ وعفةٍ! سبق لنا الحديث عن ما يرمز إليه كل من الأسمانجوني والأرجوان والقرمز والكتَّان في تفسير الخروج أصحاح 25: يرى العلامة أوريجينوس أن الأرجوان يُشِير إلى ضياء المحبة[6]، كما يُشِير أيضًا إلى النار[7]. فالمسيحي الحقيقي يحمل في قلبه نارًا، هي نار الروح القدس الذي يُنِير الطريق، والذي يحرق الأشواك الخانقة للنفس. يُشِير القرمز إلى دم السيد المسيح المُخَلِّص، فإن القرمز الذي نُقَدِّمه هو شهادتنا له حتى الدم، إذ يقول الرسول: "من أجلك نُمَات كل النهار"؛ كان القرمز يُشِير إلى الاستشهاد سواء بسفك دم المؤمنين في عصور الاستشهاد أو حياة الإماتة اليومية من أجل الرب. البوص (الكتان) المبروم: إذ يُشِير البوص إلى الجسد، فكونه مبرومًا أي تحت الضبط والقمع[8]، كقول الرسول: "أُقمِعْ جسدي وأستعبده" (1 كو 9: 27). فكل جهاد لضبط الجسد والتحكُّم فيه في المسيح يسوع هو تقدمة لبيت الرب. |
|