اخي الحبيب في المسيح يسوع احييك بتحية المسيح, وبعد:
اكتب اليك وانا على بعد خطوات من الجلجلة التي صلب فيها السيد له المجد بارادته فداء عن خطايانا وجهالات الشعوب و من اجل ان يبررنا كي يعيدنا الى الفردوس الذي فقده قديما جدنا ادم, بتمرده على وصية الله له بعدم الاكل من شجرة معرفة الخير والشر, والذي نفقده نحن اليوم في كل لحظة من حياتنا بسبب بعدنا عن محبة الله والقريب, ضاربين عرض الحائط بوصية المعلم الازلي: "احبوا بعضكم بعضا حتى يعرف الناس انكم تلاميذي".
وبالتالي اسئلك بكل محبة ورجاء: من هو المسيحي الحقيقي الذي صلب يسوع المسيح من اجله ؟
هل هو الرجل الغني الذي اخصبت ارضه ولم يجعل للمحتاجين نصيبا بل قال في نفسه : اهدم اهرائي وابني اكبر منها واقول لنفسي : يا نفسي لك ارزاق كثيرة, فكلي واشربي واستريحي وتنعمي.
فقال الله له : يا جاهل في هذه اللحظة تؤخذ نفسك منك .
ام هو الانسان الذي يرسم علامة الصليب على صدره في صباح ومساء كل يوم ويصوم كافة الاصوام المفروضة, ويذهب الى الكنيسة كل يوم احد للمشاركة في القداس الالهي ويتناول جسد ودم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح فقط ؟
ام هو السامري الرحيم داوي الجراح : جراح المعتدي عليه وهو في الطريق الى اريحا, والذي نقله فيما بعد الى الفندق ودفع لصاحبه دينارين لحين عودته؟
ام هو الذي نفذ وصية المعلم له المجد: فأطعم الجائع وسقى العطشان, وكسا العريان وعاد وزار السجين؟
ارجوك يا اخي لا تقل لي ان هذا ليس في مقدوري : ودعني اذكرك بفلس الارملة, وان اقول لك : ان الاوان لم يفت بعد, فما زلنا على بعد من ذكرى الجلجلة الرهيبة.
فهل نفعل حتى ينطبق علينا قول المسيح : "طوبى لمن يفعل ...." ؟
من كتابات ....: منير عيسى شنودي