درب الجلجلة
وتمرّ الذكرى كتحويمة نسر في أفق أغرقه الضباب –
وتلويح درب على المدى مهجور –وايماء الى الرحيل
يوم وقف ابن الإنسان بجبروته العظيم ليقول الحق والكلمة والحياة
وصرخاتهم اصلبوه..اصلبوه..اصلبوه
يوم وضعوا على رأسه إكليلاً من الشوك..والمسامير في يديه ورجليه
يوم راح يبتسم ابتسامة الصمت والحنان.. وهمسات صوته تقول
: اغفر لهم يا أبتاه..لأنهم لا يدرون ما يفعلون.
لقد سما معنى الفداء ..وعلى الدرب ..درب الجلجلة..مشى ابن البشر
حاملاً صليبه ليكفر عن خطايانا
ويعلّق ابن الإنسان غرسة بين اثنين مجرمين..
يبس الزيتون..واقفهر جبل الجليل الأخضر..ومدينة النور تعيش في ليل دامس
ومدينة الخلاص ..تبقى بلا خلاص..
وكل عين دامعة وكل قلب مفجوع..يتطلعون إلى السماء اليوم ويبتهلون
لأن تشرق في سماء مشرقنا بشرى الخير
ويعود إلى المدينة نورها..وإلى الزيتون خضرته، وإلى الدروب ربيعها
صدور مفتوحة إلى السماء..طافحة بالإيمان..وعيون مشرقة بالأمل
فيا طريق الجلجلة متى نسيناك
ويا يوم القيامة لنا لقاء.