رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشرير يتصاغر أمام خائف الرب الشِّرِّيرُ يَرَى فَيَغْضَبُ. يُحَرِّقُ أَسْنَانَهُ وَيَذُوبُ. شَهْوَةُ الشِّرِّيرِ تَبِيدُ [10]. لا يتحدث المرتل عن الشرير في نوعٍ من الشماتة، إنما في حزن على حاله. فالتقي يحمل الحياة المطوّبة في أعماقه، والشرير يحمل فساده ودماره في داخله. خطاياه في داخله تُحطِّمه، تُفقِده سلامه. بينما يمتلئ خائف الرب بالرجاء المُفرِح، مترقبًا يوم مجده بفرحٍ وبهجة قلب، يسيطر اليائس على قلب الشرير وهو ينتظر يومه القادم. لا يطيق الشرير أن يرى الإنسان البار، لأنه يمثل ثقلًا على قلبه. وكما يقول الحكيم: "وحتى منظره ثقُل علينا؛ لأن سيرته لا تشبه سيرة الآخرين، وسُبله مختلفة" (حك 2: 15). وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يكره السارق النور.] * الفضيلة شبه هكذا: إنها تزعج الرذيلة، وتمثل ثقلًا عليها. أقصد كما أن النار تبيد الشوك، هكذا الرأفة تهيج الناس القساة المتوحشين. إنها موجهة للاتهام بالنسبة للرذيلة. وعلى العكس لاحظوا أصحاب الرذيلة، فإنهم لا يتجاسرون أن يتهموا أو يتفرسوا مباشرة في قوة الفضيلة حتى وهم ينحلون... الرذيلة تشبه هذا حتى وإن بلغت العرش نفسه للرؤساء المتوجين. الرذيلة دنيئة ومنحطة عن كل شيءٍ، تمثل بحرًا مرعبًا ومضطربًا وهائجًا، حتى وإن زُينتْ بكل نوع من السلطة. الفضيلة هي على نقيضها، فإنها حتى وإن كانت في عوزٍ تام، وإن كانت في سجنٍ، فهي أكثر شهرة من الجالسين على العروش، وتتمتع بهدوءٍ كامل، وفي راحة تستلقي في ميناء هادئ، ليس فقط لا تعاني شيئًا من الأشرار، وإنما لديها القدرة أن تنتقم منهم بالصمت، وتوقيع العقوبة على الشر. فوق هذا كله، أي شيء أكثر بؤسًا من أناسٍ يعيشون في الخطية. القديس يوحنا الذهبي الفم * عندما يرى البخلاء صِدْق المحسنين يغتاظون ويصرون بأسنانهم، وأيضًا عندما يبصر الشيطان المؤمنين يصر بأسنانه حسدًا. هكذا غير المؤمنين، إذا رأوا المسيحيين ناجحين في الإيمان يصرون بأسنانهم. هؤلاء جميعًا يهلكون بالنار التي لا تُطفَأ، وتهلك شهواتهم الباطلة. الأب أنسيمُس الأورشليمي * حتى قبل يوم الدينونة، تثور عذبات الضمير الشرير داخله، وبعد ارتكابه للشر لا يجد مجالًا للهروب من العقوبة، إذ يصير هو نفسه عقوبة لجريمته الأب قيصريوس أسقف آرل |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 112 | خائف الرب المترفق |
مزمور 112 | خائف الرب الثابت إلى الأبد |
مزمور 112 | خائف الرب يتحدى الظلمة |
مزمور 112 | خائف الرب وبيته المقدس |
مزمور 112 | خائف الرب المتهلل |