منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 09 - 2023, 04:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,914

مزمور 112 |  خائف الرب الثابت إلى الأبد

خائف الرب الثابت إلى الأبد

سَعِيدٌ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ.
يُدَبِّرُ أُمُورَهُ بِالْحَقِّ [5].

خائف الرب لا يتشبه بسيده فحسب، وإنما ينهل من شركة سماته، فيصير صورة حيَّة لمخلصه، يتسم بالرأفة والعطاء، لا لأجل منفعة شخصية، مادية أو رمزية، وإنما من أجل حبه للحق الإنجيلي.
إن كانت الشريعة تمنع المؤمن من أن يأخذ فائدة أو ربا من أخيه متى كان في ضيقة واحتاج أن يقترض، ففي ظل الإنجيل يُقَدِّم المؤمن لأخيه المحتاج بفرحٍ وسرورٍ.
* انظروا كم من مكافأت تُقدَّم للناس المُحبِّين: ثمر حنوهم يثبت بلا توقف، سيتحررون من التجارب، يتمثلون بالله، إذ الله رحوم، وينالون غفرانًا لخطاياهم.
فوق هذا كله هذا هو معنى: "يدبر أقواله بالحكم" [5 LXX]، أي أنه سينال الانتفاع بالدفاع عنه، وحمايته، فلا تكون عليه دينونة في ذلك الحين، رحمته تسنده بدفاعٍ مُجدِ.
توجد ترجمة أخرى: "يدبر أموره بالحكم"، أي أنه سيتمتع بخيرٍ عظيمٍ، ولا يكون ضحية لأية هزة، بكونه أفضل مُدَبِّر...
يدعو المرتل المُدَبِّر الحكيم رحومًا، إذ يشتري الكثير بالقليل، يشتري السماء بالمال، والملكوت بالثياب، والخيرات العتيدة بخبزٍ ومشروبٍ باردٍ. أي شيء يُقارن بمثل هذا التدبير، حينما تترك أمورًا هالكة وعابرة وفاسدة لتنال هذه الخيرات العتيدة التي لن تزول، وبهذه الوسيلة تنعم حسنًا بأمان في الحياة الحاضرة؟
القديس يوحنا الذهبي الفم
* لأن الرب كريم ولطيف، فإن الإنسان البار يقتدي بربه، فهو أيضًا يترأف ويرحم .
القديس جيروم
* ليس الغني هو من يملك ثروته ويحفظها، إنما ذاك الذي يعطي ولا يأخذ فهو سعيد. السخاء هو ثمرة النفس، والغنى الحقيقي يستقر في القلب .
القديس إكليمنضس السكندري
* "سعيد هو الرجل الذي يترأف ويقرض" (مز 112: 5). كم بالأكثر ذاك الذي يقرض الله على الأرض لكي يستلم مضاعفًا في الحياة الأبدية؟ فإنك عندئذ تستحق أن تقف أمام كرسي القضاء الذي للقاضي الأبدي، أمام الملائكة، ويمكنك القول بيقينٍ وبضميرٍ نقيٍ: أعطِ يا رب، فإني قد أعطيتُ. ارحمْ، فقد أظهرتُ الرحمة" .
الأب قيصريوس أسقف آرل
* الرجل الصالح صفته أن يتراءف ويشفق على بني جنسه وشركائه في الطبيعة البشرية، ليس بغرض الربح، بل راجيًا من الله المكافأة، لأن من يصنع الصدقة والإحسان إلى الناس يكون كمن يقرض الرب، كما قال سليمان في الأمثال، وهو يعوضه أضعافٍ كثيرة.
الأب أنسيمُس الأورشليمي


لأَنَّهُ لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ.
الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ [6].

خائف الرب لا يتزعزع عن موقفه أو سلوكه التقوى، كما لا يفقده عطاؤه غناه الداخلي وإمكانياته الخارجية. يصير مثلًا حيًا عبر الأجيال، إذ يكرمه الله نفسه. وكما جاء في ملاخي: "الرب أصغى وسمع وكُتب أمامه سفر تذكرة للذين اتقوا الرب وللمُفَكِّرين في اسمه" (مل 3: 16). ويقول الرب نفسه: "من يغلب، فذلك سيلبس ثيابًا بيضًاء، ولن أمحو اسمه من سفر الحياة، وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته" (رؤ 3: 5).
أوضح القديس إكليمنضس السكندريأن الغنوسي أو المسيحي الأمثل صاحب المعرفة الحقيقية هو البار الذي لا يتزعزع إلى الدهر [٦]، إذ يستخدم كل أنواع المعرفة ولا يخاف الفلسفة بل يستفيد منها. حقًا إن الجماهير تخاف الفلسفة كما يخاف الأطفال من القناعات لئلا تضلهم عن الطريق. لكن المسيحي يَقدِرُ بالإيمان أن يعرف الحق ويُمَيِّزَه؛ يفصل الحق غير المتغير عن الآراء الباطلة، فيكون كالصرَّاف الذي يقدر بخبرته أن يفصل العملة الحقيقية عن الزائفة. هكذا لا ينخدع الغنوسي بالكلمات الزائفة، وكما يصرخ داود قائلًا: "البار لا يتزعزع إلى الأبد" (مز 112: 6)، لا بالكلمات الزائفة، ولا باللذات الخاطئة. إنه لن يتزعزع عن ميراثه، "لا يخشى من خبر سوء" (مز 122: 6)، فلا ترعبه افتراءات لا أساس لها، ولا يهتز من آراء باطلة تنتشر حوله .
* الآن يصرخ داود: "البار لا يتزعزع إلى الدهر". وبالتالي لن يتزعزع بحديثٍ مخادعٍ، ولا بمسرةٍ باطلة. لهذا فهو لا يتزعزع قط من ميراثه. إنه لا يخشى من خبر السوء، وبالتالي لا يخشى من افتراء لا أساس له، ولا من رأي باطل يقوم حوله. ولا يرهب كلمات خبيثة، ذاك القادر أن يُمَيِّزها، ويجيب بحق عما يُسأل عنه .
* قد يقول قائل إن اليونانيين اكتشفوا الفلسفة خلال الفهم البشري، لكنني أجد الكتاب المقدس يقول بأن الفهم هو من عند الله. لذلك يصرخ المرتل، قائلًا: "أنا عبدك فهمني..." (مز 199: 125) .
القديس إكليمنضس السكندري
* "لأنه لا يتزعزع" هذا ما قاله المسيح تمامًا عن الشخص الذي بنى بيته على الصخرة، ليس أنه لا يحتمل هجوم عاصفة، وإنما لا تزعزعه (مت 7: 25). هذا بالحقيقة ما يستحق الملاحظة، ليس لأنكم تكونون في أمان من حدوث تجارب في البرية، وإنما تبقون ثابتين أمام خداعات الآخرين المتكررة.
أنتم ترون أن الأمر لا يمكن تصوُّره أن النفس الغنية في العطاء، لن يمكن أن تلطمها أمواج مشاعر البؤس .
* "الصديق يكون لذكر أبدي"... فإنه إذ يُدفَن جسمه ويودع في الأرض، تبقى ذكراه خضراء في كل مكان. قوة الفضيلة هي هكذا: لا تخضع لعبور الزمن، ولا تفسد بعدد الأيام. هذا يحدث بالنسبة لشئون الأشرار، أما الفضلاء فلا حاجة لهم إلى رأي الناس الصالح فيهم. على العكس الذين يعيشون في الرذيلة يحتاجون إلى إطراء الناس ليصيروا أكثر غيرة خلال الاسم الحسن لأعمال الآخرين ليتحرروا من الرذيلة... على وجه الخصوص أظهر المرتل أن الفضيلة كما أقول كثيرًا تحمل مكافأتها فيها، في طليعة كل المكافأت الأخرى .
القديس يوحنا الذهبي الفم
* كل من يفعل أو يتكلم بالعدل والبرّ ويميز ذلك ويفرزه، هذا لا يزعزعه من رصانته شيء ما؛ لا حزن، ولا محنة، ولا وعيد من الناس أو من غيرهم. ولا يفزع من خبرٍ كريه، مثل أيوب الصديق الذي لما تواترت عليه أخبار إبادة أمواله، قال شاكرًا الرب: "عريانًا خرجتُ إلى الدنيا، وعريانًا أذهبُ عنها".
الأب أنسيمُس الأورشليمي




لاَ يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ.
قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلًا عَلَى الرَّبِّ [7].

قد يبلغ إلى مسامع خائف الرب أخبار سوء كثيرة، لكن قلبه الذي يسكن فيه الرب، ويحفظه في يديه لن يتزعزع، بل يبقى ثابتًا إلى الأبد. الله هو الصخرة التي من يُبنَي عليها لا تهزه زوابع الحياة.
* "لا يخشى من خبر سوء"... لم يقل إنه لا يسمع خبر سوء، إنما عند سماعه له لا يخشاه. كيف لا يكون لديه خوف؟ حتى إن شاهد حربًا قد اندلعت، وزلزالًا ابتلع مدنًا، ولصوصًا يسرقون كل شيء، ومتوحشين يهاجمون، ومرضًا يهدد بالموت، وغضبًا قاضيًا، وما غير ذلك فإنه لا يخاف. إنه يودع ثروته في مكان أمين، والاقتراب من النهاية أبعد ما يكون عن أن يقلقه، إنما يجعله يسرع كي ينطلق إلى المكان الذي هو موضع اهتمامه بالحق. "حيث يكون كنزه، هناك يكون قلبه" (راجع مت 6: 21).
"قلبه مستعد ليتكل على الرب". جاء في ترجمة أخرى "قلبه ثابت"، مشيرًا إلى نفس الشيء... ليس من شيء يجعله منزعجًا، أو يربطه بالأمور الحاضرة، بل بالحري هو متجه بالتمام نحو الله، ينتظر تحقيق ذاك الرجاء .
القديس يوحنا الذهبي الفم
* بالتأكيد أيها الأعزاء المحبوبون، قد سمعتم عن المديح والثناء على الرحمة. ارغبوا في الرحمة، واشتاقوا إليها، اطلبوها، وعندما تجدوها تمسَّكوا بها بشدة في هذا العالم حتى لا تستخف بكم في الحياة العتيدة، في يوم الدينونة تجدون الرحمة. الآن إن كنا نحن جميعًا نطلبها، إن كان كل البشر يريدون أن يجدوها في المستقبل، فليجعلوها نصيرهم في هذه الحياة، حتى تتنازل هي، فترحب بكم، وتدافع عنكم في المستقبل. إن كنا نستخف بها في بلدنا، كيف تتنازل هي وتتطلع إلينا في بلدها؟
الأب قيصريوس أسقف آرل





قَلْبُهُ مُمَكَّنٌ فَلاَ يَخَافُ،
حَتَّى يَرَى بِمُضَايِقِيهِ [8].

جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "قلبه ثابت فلا يزول، حتى يرى بأعدائه".
* الأساس الذي عليه يقوم أمانهم مضاعف: من النعمة الحالة من العلا، من التسهيلات التي تحت. ليس من شيء يمكن أن يزعجهم، لا خسارة مال ولا شتائم تلحق بهم، ولا كوارث. ليس لديهم ما يفقدونه، مالهم هو أنهم يتركون هنا لأجل السماء؛ إلى موضع لن يقدر شر أن يقترب إليه ولا مكائد تلحق به...
من هو عدو لمثل هذا الشخص إلا الشياطين الأشرار وإبليس نفسه؟
القديس يوحنا الذهبي الفم
* ليكن قلبنا ثابتًا غير مرتد حتى نرى بأعدائنا. فإنهم يريدون أن يروا الأمور الصالحة للبشر في أرض الأموات، لكننا نثق أن الأمور الصالحة للرب هي في أرض الأحياء (مز 27: 13) .
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 112 | الشرير يتصاغر أمام خائف الرب
مزمور 112 | خائف الرب المترفق
مزمور 112 | خائف الرب يتحدى الظلمة
مزمور 112 | خائف الرب وبيته المقدس
مزمور 112 | خائف الرب المتهلل


الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024