القديس أفراهاط الحكيم الفارسي
سمات البتوليين
[لتسمعوا إذن يا أحبائي الذين أكتب إليكم، أعني ما يخص المتوحدين والرهبان والبتوليين والقديسين.
قبل كل شيء يليق بالإنسان الذي وُضع عليه النير أن يكون ثابتًا في إيمانه. وكما كتبت إليكم في الرسالة الأولى أنه يجب أن يكون غيورًا في الصوم والصلاة، حارًا في محبة المسيح، متواضعًا وديعًا وحكيمًا. ليكن حديثه هادئًا مبهجًا، وفكره مخلصًا مع الجميع. ليزنْ الكلمات التي ينطق بها، ويصنع سياجًا لفمه يصرفه عن الكلمات المضرة، ويبتعد تمامًا عن الضحك الطائش.
ليته لا يحب بهرجة الثياب، ولا يليق به أن يطيل شعره ويزينه ويدهنه بعطور.
ليته لا يجرى وراء الولائم، ولا يرتدي ثيابًا فاخرة.
لا يتجاسر ويشرب المزيد من الخمر.
ليطرد عنه أفكار العظمة وينزع عنه اللسان الماكر.
ليطرد عنه الحسد والحنق، وينزع الشفاه المخادعة[5].]
[ليته لا يحتقر إنسانًا يتوب عن خطاياه، ولا يستخف بأخيه الصائم، ولا يستخف بمن لا يستطيع الصوم...
في الوقت المناسب لينطق بكلمته وإلا فليصمت.
لا يجعل نفسه محتقرا بسبب بطنه بأن يشحذ...
ليته لا ينطق في مداهنة مع شرير أو مع عدوه. وليجاهد ألا يكون له عدو على الإطلاق[6].]