أحاطت حينئذٍ فراشها الطاهر أي فضيلة إيمانها الثابت الراسخ، ورجاها بالله الوطيد الأمين، وصبرها الجميل الفريد فيما بين أوجاع الحزن وآلامه القاسية. وأتضاعها العميق فيما بين أختصاصاتٍ ومواهب كلية السمو. وأحتشامها العظيم. ثم وداعتها وأنسها وداعتها ورأفتها وحنوها وأشفاقها على الأنفس، وغيرتها على المجد الإلهي. وفوق الجميع حبها الكامل نحو الله. وتسليمها ذاتها التام للمشيئة الربانية. وبالإجمال كل ما قعلته من القداسة والصلاح والبر. فهذا جميعه كان محيطاً بها. وكأنه يقول نحوها بلسان حاله: أننا نحن أعمالكِ فلا نفارقكِ: أي أننا نحن الفضائل التي أنتِ يا سيدتنا مارستينا، فأنما نحن هن بنات قلبكِ الجميل. فأنتِ الآن تتركين هذه الأرض الحقيرة. أما نحن فلا نريد أن نترككِ، بل أننا نذهب معكِ الى السماء لكي نكون حولكِ كخدام المجد والشرف في الفردوس. أنتِ التي تجلسين هناك سلطانةً بواسطتنا فوق جميع الملائكة والبشر أجمعين.*