يقول الرب في الموعظة على الجبل: «طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ» (مت5: 4). فالشخص الذي ينظر إلى نفسه، وينوح على حالته، ويقول في انكسار أمام الرب: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ»، ينشئ حزنه هذا فيه «تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ» (2كو7: 10). وهكذا تحذر كلمة الله غير المؤمنين: «نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ. اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضِحْكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ. اِتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ» (يع4: 8-10).
ليت كل مَن لا يزال بعيدًا عن الله يسمع نداء الرب: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ. وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ. وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ» (يؤ2: 12، 13)، وسوف يتحول النوح إلى فرح لا ينطق به ومجيد.