رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذي بلا تمييز يُحدّق من الباب إلى داخل البيت، أما المُهذَّب فيقف خارجًا [23]. يُظهِر الإنسان قلَّة أدبه بالتصنُّت على الباب، والفطن يُحزِنه ذلك العيب [24]. شفاه الأغبياء تصف الأمور بتفصيل، وكلام الفطناء يوزن بالميزان [25]. قلوب الحمقى في أفواههم، وأفواه الحكماء في قلوبهم [26]. v لسببٍ صالحٍ قال النبي: "لسان (الشرير) يخترع مفاسد" (مز 52: 4). التأمل يناسب النفس الحيّة خلال شعورها الحيّ، أما اللسان فلم يُخلَق بما يناسب الطبيعة العاقلة، وإنما ليكون خادمًا للطبيعة العاقلة. مع ذلك يُظهِر نبي آخر قول موثوق به مُوحى به وكامل، إذ يقول: "عقول (قلوب) الحمقى في أفواههم"، قاصدًا بذلك أنهم ينطقون بأشياء عشوائية لا أساس لها، فقد اعتادوا عدم الرجوع إلى تمعن العقل بعد التأمّل فيه في القلب، وإنما يسلكون في تحركٍ متهوّرٍ للسان بطياشةٍ. إن كان قلب الأحمق في فمه. إنما لأنه لا ينطق بما يفكر فيه، إنما يفكر بعد أن ينطق. هذا يشير إلى لسان الأحمق، أما عن لسان الحكيم فنقرأ بالحري: "فم الصديق ينطق بالحكمة" (مز 37: 30). "لساني قلم كاتب ماهر" (مز 37: 30). لسان الحكيم يولد من التأمل في الحكمة، لهذا يشبه قلم كاتب، لا ينطق قط بارتباك أو بما فيه شك. بل بالحري يخضع لما يُفكر فيه وما يُقرأ، فيفيض بذكاءٍ حادٍ حسب حكم الشخص. القديس هيلاري أسقف بواتييه |
|