" هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ " كانت العبارة شاهداً أخير علي الحرفية المتبلدة التي أثاروا بها إستياء ربنا في كثير من الأحيان. ( متي16 : 6- 12 ) . 6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ».7فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزًا».8فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزًا؟ 9أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ؟ وَلاَ تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ الْخَمْسَةِ الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ؟ 10وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ الأَرْبَعَةِ الآلاَفِ وَكَمْ سَلًا أَخَذْتُمْ؟11كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ الْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟»12حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْخُبْزِ، بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ."
كما لو كان قد أفترض سيفين مزريين ، مثل تلك التي يجلبها الحجاج الجليليون الفقراء لكي يحموا أنفسهم من الوحوش البرية واللصوص ، وكأن السيفين الإثنين سيكون لهما أي فائدة في مواجهة حشد مدجج بالسلاح .
ومن الغريب أن القديس يوحنا ذهبي الفم قد افترض أن يكون المقصود بهما " سكاكين " .وهذه العبارة اقتبسها البابا بونيفاس الثامن في كتابه الشهير " ثور واحد مقدس " لكي يظهر استحواذه علي كلاً من السلطة الروحية والعالمية الزمنية.
"فَقَالَ لَهُمْ:«يَكْفِي!»." بالطبع لا يقصد أن السيفين كانا كافيين . ولكنه باغتمام تحاشي الدخول والتمادي في الأمر أكثر من ذلك تاركاً إياهم للتأمل والتدبر في كلماته . كانت الصيغة تستخدم في بعض الأحيان لتجنب الخوض في موضوع . قارن مع "33وَقَالُوا لَهُمْ: «حَسْبُكُمْ مَا فَعَلْتُمْ فَاخْرُجُوا وَافْعَلُوا كَمَا أَمَرَ الْمَلِكُ فَتَحْيَوْا». " ( 1مكابيين2 : 33) . التي هي " تنهد وتحسر من ذات الله علي كل التدابير والإجراءات العنيفة التي تهدف إلي تعزيز أمره " .)) .