![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
المحبَّة المتأنية الرفيقة ![]() «الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ» (1كورنثوس 13: 4) بعد أن رأينا أهمية المحبة، نتأمل صفاتها (آيات 4-7) التي تبدأ بأنها «تتأنى وترفق» ويقدم الرسول بولس خمس عشرة صفة للمحبة، نتأمل في هذا الفصل أول صفتين منها: 1- المحبة تتأنى: بمعنى أنها طويلة الروح والأناة، بطيئة الغضب، لا تقطع علاقة مع أحد، وتعطي فرصة متكررة جديدة للجميع، حتى للمسيئين إليها. 2- المحبة ترفُق: لأنها رقيقة، ومعناها في اليونانية «حلوة مع الجميع». أعطانا الله النموذج الأعلى للتأني والرفق. فعندما سقط أبوانا الأولان في العصيان جاءهما الله يمد يد المحبة، فقال آدم لله: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ» (تكوين 3: 10) وألقى آدم اللوم على حواء، وألقت حواء اللوم على الحية. وبالرغم من هذا رتَّب الله في محبته الخلاص والفداء لأبوينا الأوّلَيْن، فأعطاهما الوعد العظيم أن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تكوين 3: 15). ثم سترهما بأقمصة من جلد (تكوين 3: 21). فما أعظم محبة الله التي تأنَّت وترفَّقت، فوعدت بمجيء المخلص، ثم سترت، وأعطت شريعة موسى وذبائحها الحيوانية، التي كانت رمزاً لحمل الله الذي يرفع خطية العالم، والتي بذبيحة نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد لنا فداء أبدياً (يوحنا 1: 27 وعبرانيين 9: 12). كان يمكن أن الله يُهلك آدم ويبدأ بداية جديدة بإنسان آخر، لكن الله في رفقه وأناته أعطى آدم فرصة ثانية. ونرى أناة الله ورفقه واضحة في كل تاريخ بني إسرائيل، وهو يرسل إليهم نبياً بعد نبي، ويعلمهم درساً بعد درس، رغم أنهم يكررون ارتكاب نفس الخطأ. وفي قصة حياة النبي هوشع نرى الله يدرب نبيَّه لتكون له مشاعر مثل مشاعر الله من نحو شعبه، فطلب الله من هوشع أن يرتبط بامرأة ساقطة كما ارتبط الله بشعبٍ ساقط. ولكن السيدة الساقطة عاودت السقوط، وفي سقوطها الأول قلَّت قيمتها، أما في سقوطها المتكرر فقد ضاعت كل قيمتها. ولكن الله كلَّف هوشع أن يتزوجها من جديد، لأنه أراد أن يقول لهوشع وللشعب كله إنه يحب شعبه بالرغم من كل خطاياهم، وقال: « «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.. وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكاً إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ.. كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ (هوشع 11: 1-4). فبالرغم من خطية الشعب وخيانته لأوامر الرب، عبَّر لهم عن حبه، وعن مشاعر أبوته، وهو يدرِّجهم ويعلِّمهم المشي، ويمد لهم يده بالطعام! ثم يقول: « كَيْفَ أَجْعَلُكَ يَا أَفْرَايِمُ أُصَيِّرُكَ يَا إِسْرَائِيلُ؟! كَيْفَ أَجْعَلُكَ كَأَدَمَةَ أَصْنَعُكَ كَصَبُويِيمَ؟ » (هوشع 11: 8) أي: كيف أخرب بلادكم (رغم خطاياكم) فتصيرون كأدمة وصبوييم (تكوين 10: 19) وهما مدينتان من مدن دائرة سدوم وعمورة التي أحرقها الله بسبب خطاياهم؟ ثم يقول الرب: « قَدِ انْقَلَبَ عَلَيَّ قَلْبِي. اضْطَرَمَتْ مَرَاحِمِي جَمِيعاً ». فالرب لا يحتمل أن يبيدهم، لأن محبته لهم تتأنى عليهم وترفق بهم. ونرى المحبة نفسها التي تتأنى وترفق في معاملات المسيح مع تلاميذه الذين أحبهم وعلَّمهم وساروا معه ثلاث سنوات. ولكنهم عند الصليب خافوا جميعاً وهربوا. ومع ذلك قال المسيح للمريمتين بعد قيامته: « اذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي» (متى 28: 10). وقد أوضح المسيح أناة المحبة التي ترفق في مثل شجرة التين التي لم تثمر، فقال صاحبها للعامل في أرضه: « ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضاً؟ 8فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا» (لوقا 13: 7-9). وهذا التعامل الإلهي المتأني الرفيق واضحٌ في حياتنا نحن واختباراتنا اليومية، فالله يباركنا ويُنعم علينا، مع أننا نخطئ ونرتد عنه ونتذمر عليه. ولكنه في محبته الكاملة يحبنا رغم ضعفنا. وهذا يدفعنا لأن نحيا حياة المحبة التي تتأنى وترفق مع الجميع «مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلادٍ أَحِبَّاءَ» (أفسس 5: 1). |
#2
|
||||
|
||||
ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
|
#3
|
||||
|
||||
شكرا على المرور
|
![]() |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أنشد القدّيس بولس المحبَّة | Mary Naeem | شخصيات الكتاب المقدس | 0 | 29 - 03 - 2024 12:07 PM |
أن الخبز هو المحبَّة | Mary Naeem | أقوال الأباء وكلمة منفعة | 2 | 25 - 02 - 2018 08:45 AM |
المحبَّة أهمّ الفضائل | Mary Naeem | أية من الكتاب المقدس وتأمل | 2 | 23 - 06 - 2016 01:29 PM |
المحبَّة المُلزِمة | Mary Naeem | قسم المواضيع المسيحية المتنوعة | 2 | 16 - 11 - 2015 03:00 PM |
المحبَّة أهمّ الفضائل | Mary Naeem | مواضيع وتأملات روحية مسيحية | 2 | 06 - 06 - 2015 07:58 AM |