المحبَّة المُلزِمة
لأن محبَّة المسيح تحصرنا ...
2 كورنثوس 14:5
قرأتُ منذ مُدَّة قصَّة ملهمة عن فتىً يهوى لعبة الغولف اعتاد أن يقضي ساعات كثيرة في باحة بيته الخلفيّة متدرِّباً على التصويب والتسديد
ولم يكن والِدا ذلك الفتى يسمحان له باستعمال طابة غولف حقيقيَّة قرب المنزل، بل طابة بلاستيكيَّة تستخدم للتمرُّن.
وذات يوم، إذ ظنَّ أن أبويه كليهما قد غادرا المنزل، تشوَّق إلى سماع الطَّرقة العذبة التي يُحدِثها ارتطام عصا الغولف بطابة غولف حقيقيَّة. فخرج إلى الباحة، وركَّز إحدى الطابات الصُّلبة، ثمَّ رجَّح العصا بقوّة، وسدَّد إلى الطابة ضربةً طوَّحتها وأدخلتها صِدفةً إلى غرفة نوم والديه عبر زجاج النافذة.
وها هو يروي بقيّة القصَّة: «سمعت شظايا الزجاج تتناثر، ثمَّ طرق أُذُنيَّ صوت أُمّي زاعقاً. فركضت إلى البيت وصعدت الدرج إلى غرفة نومها. وإذا بها واقفة هناك قبالة زجاج النافذة المهشَّم والدم ينزف منها. إذ ذاك اقتربتُ منها باكياً وأنا لا أستطيع التوقُّف. وكان كل ما استطعت قوله: «ماما، ماذا فعلتُ! ماذا فعلتُ! أنا متأسِّف! أنا متأسِّف!».
«ولكنْ ما كان منها إلاّ أن طوَّقتني بذراعيها وقالت: «لا بأس! كلُّ شيء سيعود إلى حاله». وبعد ذلك لم يخطر لي قطُّ أن آخذ طابة غولف حقيقيَّة إلى باحة البيت».
ونحن إذ نُفكِّر في ربِّنا المبارك متألِّماً لأجلنا على الصليب، نرغب من قلوبنا في أن نعيش للذي مات لأجلنا وقام (2 كورنثوس 15:5). فبعد سماعنا منه كلمات الصّفح والمغفرة، نتنبَّه إلى أُمور لن نريد البتَّة أن نقوم بها، لا في الفناء الخلفيّ ولا في أيِّ مكان آخر
عندما نتأمَّل في محبَّة المسيح لنا
نرغب من القلب في أن نعيش له