06 - 06 - 2012, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
(11) الوراثة الاجتماعية للخطية:
يوجد في الكتاب المقدس الكثير عما نسميه اليوم بالوراثة الاجتماعية للخطية، أي انتقال الخطية للآخرين عن طريق القدوة والتعليم والإيحاء بكل أشكاله، وآراء الجماعة والأذواق والقيم والمعايير والأعراف، وبالاختصار عن طريق الاتصالات بكل معانيها الاجتماعية. والكتاب المقدس مليء بالتحذيرات من المعاشرات الرديئة، ومن قوة القدوة الشريرة، ومن سطوة العادات الخاطئة والأعراف الاجتماعية غير السليمة، ومن قوة خميرة التعاليم الشريرة والعقائد الخاطئة ، ولم يؤكد كتاب بأقوى مما أكد الكتاب المقدس، على واجب تربية الأطفال وتنشئتهم على التقوى، وتهذيبهم في الحق، وتدريبهم بالقدوة على الممارسة الفعلية للأعمال الصالحة. وتتجه كل تحريضات الكتاب المقدس إلى الأتقياء في عائلات وجماعات لها فكرها ومعاييرها وقيمها وولاؤها، وفصل هذه الجماعات عن كل صلة بالشر. وتتفق جميع الصور التي يقدمها الكتاب المقدس لمدينة "سدوم" وللعالم قبل الطوفان ولعالم الكنعانيين الذي كان لابد من القضاء عليه قبل استقرار شعب الله في أرض الموعد، أو للمجتمع الروماني كما رآه الرسول بولس، اتفاقا تامًا، ليس مع الحق فحسب، بل أيضًا مع ما توصل إليه علم الاجتماع الحديث عن القانون الاجتماعي.وتلقي هذه الحقيقة المرعبة عن قوة الخطية القاتلة من خلال شمول تأثيرها في كل قوانين الوراثة الاجتماعية المعترف بها الضوء على الأمر الإلهي بالقضاء على الكنعانيين، وعلى تحريض المؤمنين على أن يعيشوا بالانفصال عن العالم.ويجمع الكتاب المقدس كل قوى الشر عن طريق الوراثة الاجتماعية، تحت تعبير واحد هو "العالم" أي جموع الناس البعيدين عن الله والمعادين للمسيح، وكل دائرة الممتلكات الأرضية والعقارات والثروات واللذات، التي رغم أنها جوفاء ضعيفة وعابرة، إلا أنها تثير الرغبة وتغري بالبعد عن الله، وتعتبر عقبات في طريق ملكوت المسيح. إن كلمة "العالم" بهذا المفهوم شائعة في إنجيل يوحنا ورسائل يوحنا وسائر رسائل العهد الجديد (يو7: 7، 1يو2: 15 17، 1كو1: 21، غل6: 14، يع1: 27). والقوانين الاجتماعية - كما في حالة قوة الخطية في حياة الفرد ليست شرًا في ذاتها، كما أن قوانين التطور الفردي ليست أيضًا شرًا في ذاتها، فهي قوانين الله الكامنة في المجتمع، ولكنها بسبب فساد الخطية تحولت ضد الله وضد الإنسان. وفي المجتمع المسيحي يجب أن تكون هذه القوانين بركة لامتداد ملكوت الله. ويسعى علم الاجتماع المسيحي لاستخدام هذه القوانين لإتمام مقاصد الله. ومن هنا نشأت فكرة العائلة المسيحية، والمجتمع المسيحي والتربية المسيحية، والأدب والفن والصناعة... المسيحية. وتتفق هذه الفكرة مع العهد القديم في النظر إلى شرور المجتمع كما لو كانت خطية فرد نظرًا لتضامن البشرية كلها ( دانيال9: 5 11)، وإن كان هناك تصحيح للاستخدام الخاطئ لهذا المبدأ:"كل إنسان بخطيته يقتل"(تث24: 16)، والتأكيد بأن الفرد سوف يعامل طبقًا لما فعله: "النفس التي تخطيء هي تموت "،" بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون "(حز18: 1 33). ويتفق هذا المبدأ مع ما يميل إليه علماء الاجتماع من تقسيم وتوزيع المسئولية بين الفرد والجماعة، مع اعتبار الفرد مسئولًا عن نفسه. |
||||
|