24 - 07 - 2014, 04:57 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الغيرة الممقوتة
" لأنه حيث الغيرة... هناك التشويش وكل أمر رديء" (يع 3: 16).
الغيرة الممقوتة هي الرديئة القاتلة، التي دمرت حياة الكثيرين، وقوضت أركان شخصيتهم، بل وهدمت بيوتًا كثيرة، كما كانت سببًا في فشل صداقات عديدة.
سببها الشعور بالنقص، فالطالب الفاشل تعتريه روح الغيرة الممقوتة من زميله المتفوق في الدراسة، وقد تنشأ بسبب الثراء، أو الجمال، أو ثقة رئيس العمل لأحد العاملين دون الآخر، وتأتى أيضًا من الحرمان، لاسيما للمواهب، وتمتع الآخرين بمواهب بارزة.
و الباعث لها هو الحماس الذاتي، ولذا فهي تتمركز حول الذات، ويدفعها التهور والاندفاع الأهوج، ومن أجل هذا يعوزها التعقل، والهدوء والترتيب، والحكمة، والمعرفة، وعنها يقول معلمنا يعقوب الرسول " ولكن أن كان لكم غيرة مرة، وتحزب في قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق...، لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء..." (يع 3: 14 – 16).
وهدفها مجد الذات، ولهذا فهي ليست مقبولة لدى الله، ولسوف يقول كثيرون للرب في يوم مجيئه: يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة -فحينئذ أصرح لهم- أني لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم" (مت 7: 22، 23)
وكان الفريسيون أيضا شديدي التحمس في إتمام فرائض ديانتهم، فكانت عبادتهم مرفوضة، وغير مقبولة، ذلك لأنهم كانوا يطلبون مجد أنفسهم، وليس مجد الله، فلقد كانت " كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس، فيعرضون عصائبهم، ويعظمون أهداف ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (مت 23: 5-7).
ومنهم أيضا -الغياري- الذين كانوا شديدي الغيرة للرسوم الموسوية، وتكونت هذه الجماعة من أربعين رجلًا، واتفقوا على الامتناع عن الأكل والشرب حتى يقتلوا بولس الرسول، سجل الروح القدس ذلك في سفر أخبار الآباء الرسل هكذا "صنع بعض اليهود اتفاقا، وحرموا أنفسهم قائلين: أنهم لا يأكلون، ولا يشربون حتى يقتلوا بولس وكان الذين صنعوا هذا التحالف أكثر من أربعين، فتقدموا إلى <SPAN lang=ar-sa>
|