الغيرة الممقوتة
" لأنه حيث الغيرة... هناك التشويش وكل أمر ردىء" (يع 3: 16).
الغيرة الممقوتة هى الرديئة القاتلة، التى دمرت حياة الكثيرين، وقوضت أركان شخصيتهم، بل وهدمت بيوتا كثيرة، كما كانت سببا فى فشل صداقات عديدة.
سببها الشعور بالنقص، فالطالب الفاشل تعتريه روح الغيرة الممقوتة من زميله المتفوق فى الدراسة، وقد تنشأ بسبب الثراء، أو الجمال، أو ثقة رئيس العمل لأحد العاملين دون الآخر، وتأتى أيضا من الحرمان، لاسيما للمواهب، وتمتع الآخرين بمواهب بارزة.
و الباعث لها هو الحماس الذاتى، ولذا فهى تتمركز حول الذات، ويدفعها التهور والاندفاع الأهوج، ومن أجل هذا يعوزها التعقل، والهدوء والترتيب، والحكمة، والمعرفة، وعنها يقول معلمنا يعقوب الرسول " ولكن أن كان لكم غيرة مرة، وتحزب فى قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق...، لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر ردىء..." (يع 3: 14 – 16).
وهدفها مجد الذات، ولهذا فهى ليست مقبولة لدى الله، ولسوف يقول كثيرون للرب فى يوم مجيئه: يا رب يارب اليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة – فحينئذ اصرح لهم – انى لم اعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلى الاثم" (مت 7: 22، 23)
وكان الفريسيون أيضا شديدى التحمس فى اتمام فرائض ديانتهم، فكانت عبادتهم مرفوضة، وغير مقبولة، ذلك لأنهم كانوا يطلبون مجد انفسهم، وليس مجد الله، فلقد كانت " كل اعمالهم يعملونها لكى تنظرهم الناس، فيعرضون عصائبهم، ويعظمون أهداف ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول فى الولائم، والمجالس الأولى فى المجامع، والتحيات فى الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدى سيدى" (مت 23: 5-7). (
ومنهم أيضا – الغيارى – الذين كانوا شديدى الغيرة للرسوم الموسوية، وتكونت هذه الجماعة من أربعين رجلا، واتفقوا على الامتناع عن الأكل والشرب حتى يقتلوا بولس الرسول، سجل الروح القدس ذلك فى سفر أخبار الآباء الرسل هكذا " صنع بعض اليهود اتفاقا، وحرموا انفسهم قائلين: انهم لا يأكلون، ولا يشربون حتى يقتلوا بولس وكان الذين صنعوا هذا التحالف اكثر من اربعين، فتقدموا الى رؤساء الكهنة والشيوخ، وقالوا: قد حرمنا أنفسنا حرما أن لا تذوق شيئا حتى نقتل بولس" (أع 23: 12- 14).
+ عزيزى القارىء...
اليك بعض أمثلة الغيرة الممقوتة كما سجلها الوحى الالهى، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.