القديس ثيؤفان الحبيس
يعتمد النجاح في الحياة الروحية والجهاد على الغيرة والحرارة الأولى، ومَنْ يريد أنْ يحفظ حرارته ومحبته الأولى، عليه أنْ يحيا داخل نفسه، ويتأمل في العالم الجديد ويهتم بالأفكار والمشاعر اللائقة بالحياة الجديدة، فلابد من البقاء في الداخل (أيّ الانجماع داخل النفس) والتمركز الواعي حول القلب، وتجميع كل قوى النفس والجسد هناك.
فكل عمل رحى يتطلب تركيز عظيم، وملكوت السموات داخلنا وكيّ نجده لابد بحسب قول المخلص أنْ ندخل داخل مخدع قلبنا، وكل مَنْ يدخل القلب ويجمع هناك كل قواه هو روح ملتهبة.
إنَّ مَنْ يدخل مخدع قلبه هو إنسان يعيش بدايات الحياة الجديدة، ولابد له أنْ يطبع تركيب العالم الروحي على وعيه وضميره ويستقبله في مشاعره، ويصف الأسقف ثيؤفان الحبيس هذا العالم الروحي غير المنظور بقوله أنَّ الله الواحد المعبود في الثالوث والذي خلق ويحفظ جميع الأشياء، يرشدنا كلنا في ربنا يسوع المسيح بالروح القدس، الذي يعمل في الكنيسة المقدسة، وسيستمر الحال هكذا حتى نهاية الأيام، وعندئذ بعد القيامة والدينونة سينال كل واحد بحسب أعماله وسيكون الله الكل في الكل، ولابد أنْ نتأمل في هذه الأمور ولنعلم أنَّ بعضها نافع للتأمل في أيام معينة، بينما البعض الآخر نافع للتأمل اليومي.