|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا9 أكتب إلي ملاك كنيسة برجاموس (2) السبت 11 يناير 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث 2-ومن صفات الشيطان أنه لاييأس: إنه يحارب ملاك برجاموس ويجعل عنده كرسيه علي الرغم من علمه أنه متمسك باسم الرب ولم ينكر إيمانه حتي في عصر الاستشهاد رؤ2:13وهو يسقط ملاك كنيسة أفسس ويجعله يترك محبته الأولي علي الرغم من أن ذلك الملاك احتمل وصبر وتعب من أجل اسم الرب ولم يكلرؤ2:3-5 وفي العهد القديم لم ييأس من محاربه أيوب الصديق علي الرغم من شهادة الرب له أنهرجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشرأي1:8أي2:3وليس مثله في الأرض. ولم ييأس من محاربه سليمان الحكيم الذي أخذ الحكمة من الله نفسه. ولم يكن مثله في الحكمة ولاقام بعده نظيره1مل3:12فإذا به في أيام شيخوخته يجعل نساءه يملن قلبه وراء آلهة أخري ولم يكن قلبه كاملا مع الرب كقلب داود أبيه..1مل11:4. +++ 3- ومن صفات الشيطان الحكمة وطول البال وقد وصفه الرب بالحكمة في قولهكونوا حكماء كالحياتمت10:16. والحية اسم من أسماء الشيطانرؤ20:2وقيل عنها في إسقاط أبوينا الأولينكانت الحية أحيل حيوانات البرية التي عملها الرب الإلهتك3:1.فهوأي الشيطانيتخير الوقت المناسب والحروب المناسبة لكي شخص.. ويتخير أعوانه المناسبين:نيقولاس أو بلعامرؤ2:15,14 وإيزابلرؤ2:20وسائر أولئك الذين سماهم الربمجمع الشيطان رؤ2:9رؤ3:9 +++ 4-ويتميز الشيطان أيضا بالخبرة والمعرفة: له في حربه مع الإنسان حوالي سبعة آلاف سنة من الزمان مرت عليه فيها أنواع من عقول البشر ونفسياتهم وظروفهم وأوقات ثباتهم وأوقات فتورهم أو سقوطهم فصارت له في محاربتهم خبرة واسعة.يضاف إلي ذلك طبيعته كملاك من طغمة الكاروبيم. قال عنه الله في سفر حزقيال النبيأنت خاتم الكمال ملآن حكمة..أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتي وجد فيك إثمحز28:15,12 وبالخبرة والمعرفة أمكنه أن يسقط كثيرين وملايين. +++ 5-ويتميز أيضا بالقدرة علي الخداع والتخفي والكذب قال عنه القديس بولس الرسول لاعجب لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلي شبه ملاك نور فليس عظيما إن كان خدامه أيضا يغيرون شكلهم كخدام للبر2كو11:15,14وكم ظهر للآباء في هيئة أنبياء وسواح! وقيل عن ضد المسيح الذي يسبب الارتداد العام في نهاية الزمان المقاوم والمرتفع علي كل مايدعي إلها أو معبوداإن مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين2تي2:10,4. وقد قال عنه الرب إنهالكذاب وأبو الكذابيو8:44. 6-ومن صفاته أيضا أنه ثابت علي غرضه ويحتمل فيه كل شيء غرضه هو أن يضل الناس ولم يتزحزح عن هذا الهدف طوال تاريخه حتي إنه بعد أن قيده الله ألف سنة قيل عن نهايتها :ثم متي تمت الألف سنة يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرضرؤ20:8,7 وهو قد يحارب قديسا خمسين سنة ثابتا في محاربته لايمل حتي يسقطه وقد يتعبه هذا القديس بصلواته وأصوامه ومزاميره ونسكه فيتحمل كل ذلك ويظل ثابتا علي غرضه إلي أن يسقطه! إن حاولت أن تهرب منه إلي مكان بعيد عن العثرات يقول لك: أنا معك حيثما تذهب أينما حللت أحل, أظل ملازما لك لا أفارقك وسأظل ملاصقا لك أكثر من ظلك. +++ 7-والشيطان أيضا يؤمن بالتطوير والتجديد يجدد أساليبه ويطورها حسب الظروف المتاحة بالطريقة التي تساعده علي أداء مهمته..في عصر التكنولوجيا يستخدم أحدث أساليب التكنولوجيا وهو مستعد أن يلقي علي خدامهAdvanced Courses يدربهم فيها علي أحدث الطرق التي تناسب العصر في إسقاط البشر وفي الإيقاع بين الدول والشعوب وفي محاربة المؤمنين عن طريق التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة. وإن كان في سفر الرؤيا قد هاجم المؤمنين عن طريق بدع النيقولاويين وتعاليم بلعام ففي أيامنا هذه من جهة الأمور اللاهوتية يستخدم شهود يهوه والسبتيين والمورمون ورجال النقد الكتابي وعلاقة الكتاب بالعلم والتاريخ وما أشبه . +++ نلاحظ في قول الرب لملاك برجاموس عندي عليكأنه لم يذكر له أخطاء شخصية لهذا الراعي وإنما أخطاء شعبه. فقال لهإن عندك هناك قوما متمسكين بتعاليم بلعام..هكذا عندك أيضا قوم متمسكون بتعاليم النيقولايين الذي أبغضهرؤ2:15,14. بعكس ملاك كنيسة أفسس الذي حدثه عن أخطائه الشخصية بقوله له عندي عليك أنك تركت محبتك الأوليرؤ2:4. ونفهم من هذا أن الأسقف أو الراعي عموما مسئول عن الأمرين معا:عن أخطائه وعن أخطاء الشعب أيضا وبخاصة إن كانت من جهة الوقوع في بدع وهرطقات لم يقم الراعي بحمايتهم منها. لهذا طوباه القديس أثناسيوس الرسول الذي 45 عاما من سني حبريته ينقذ شعبه من الهرطقة الأريوسية بل ينقذ العالم المسيحي كله بالرد علي كل نقطة حاول بها الأريوسيون إثبات هرطقتهم. ومع القديس أثناسيوس نذكر أيضا القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات والقديس أمبروسيوس أسقف ميلان والقديس إيلاري أسقف بواتييه وغيرهم من الرعاة في عصرهم الذين تعتبرهم الكنيسة من أبطال الإيمان وأمثالهم في باقي العصور ولذلك فإن الرب يقول لراعي برجاموستب وإلا فإني آتيك سريعا وأحاربهم بسيف فمي..رؤ2:16 عجيبة كلمةتبهذه تقال لهذا الراعي الذي شهد له الرب قائلا:أنا عارف أعمالك..وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيمانيمع أنكتسكن حيث كرسي الشيطانرؤ2:13. عن أي شيء يتوب؟!عن أخطاء الشعب التي لم يحمهم منها. هنا مشكلة الرعاية ومشكلة المسئولية في أن الراعي يحمل خطايا شعبه ويعمل علي إنقاذه منها. مخيف هذا الأمر :الشعب يخطيء فيحاسب الله الراعي. |
|