|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصية وحياة الهذيذ إذ يخفي الشاب وصايا الله في قلبه بكونها أسرار الله غير المنطوق بها يدرك أنها كنزه وغناه الروحي. لهذا لا يتوقف عن الهذيذ أو التأمل فيها، إذ يقول: "بوصاياك أتكلم (أتأمل)، واتفهم في طرقك، بفرائضك ألهج (أتلذذ)، ولا أنسى كلامك" [15-16]. * نتعلم من هذه الكلمات أنه يستحيل أن نفهم طرق الرب ما لم نفحص وصاياه إلي أعماقها، فنستخدم "التأمل الرمزي"... فقد خرج إسحق يتأمل في الحقل (تك63:24)، ويُذكر أحيانًا عن الأبرار أنهم كانوا في تأمل صالح. بالتأكيد إذ نقضي وقتًا طويلًا أمام وصايا الله "نفهم طرقه"، هذه الطرق هي الناموس والأنبياء، وهي تؤدي إلي الطريق الملوكي الكامل "المسيح" الذي قال عن نفسه: "أنا هو الطريق" يو6:14. * إنني أتلذذ بفرائض الله، لا بكلمات أو عبارات جميلة، وإنما بتحقيقها بعد فهمها، لأنه: ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون" رو13:2. يتلذذون بفرائض الله بأعمالهم. بهذا إذ هم يتلذذون في فرائض الله لا ينسون كلمات الله أبدًا. العلامة أوريجينوس إذ يتحدث القديس جيروم عن مرسيلا إلي صديقتها الملتصقة بها Principia يقول: * بهجتها في الكتب الإلهية لا تُعقل كانت تتغنى على الدوام قائلة: "خبأت كلامك في قلبي كي لا أخطئ إليك"، وأيضًا الكلمات التي تصف الإنسان الكامل: "في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا" مز2:1. هذا اللهج في الناموس لم تفهمه ككلمات مكتوبة كما يفعل اليهود والفريسيون، بل تفهمه كعملٍ كقول الرسول: "لذلك أن أكلتم أو شربتم وكل ما فعلتم فليكن لمجد الله" 1كو31:10... لقد شعرت بالتأكيد أنه حينما تتمم هذه الوصايا يُسمح لها أن تفهم الكتب المقدسة1. القديس جيروم يُلاحظ في هذه الفقرة أن المرتل لا يفصل بين الله ووصيته، عندما يقول: "من كل قلبي طلبتك" يكمل: "فلا تبعدني عن وصاياك". وهذا هو سرّ غنى الوصية أن من يقتنيها إنما يقتني الله نفسه، لهذا نراه يحدث الشباب عن هذا الكنز هكذا: 1. اقتنِ أيها الشاب الوصية فتقتني الحياة المستنيرة المقدسة، إذ تقتني الله القدوس داخلك [9-11],. 2. الوصية تطهر القلب فيشتاق بالأكثر نحو الله، والاشتياق لله بكل القلب يدفع الشاب إلي حفظ الوصية [10]، هي سلسلة حب نحو الله ووصيته! 3. إذ يرتمي الشاب في حضن الله يشعر بتسليم كامل بين يديه، لهذا يسأله: "لا تبعدني عن وصاياك" [10]. كأنه يقول: حتى إن أردت أن انحرف عن وصيتك، احمني من هذا بكل وسيلة، حتى إن بدت لي مُرة. 4. إن كان قلب الإنسان هو أثمن ما لديه، فإنه يليق به أن يضع كنزه "الوصية الإلهية" فيه! ليُخفي كنز الله في قلب المؤمن الثمين في عيني الله! إذ يخفي القلب الوصية يستنير فلا يمكن للخطية أن تحتله أو تتسلل إليه! 5. أروع ثمار هذا الكنز المخفي هو امتلأء القلب بالبهجة والتسبيح [12]، حيث يسكن كلمة الله نفسه في القلب ليمارس عمله كمعلم [12]، يدرب النفس على حفظ الوصية بفرحٍ، وعلى الشركة مع السمائيين في حياة التسبيح. 6. ما يتمتع به الشاب خفية بسكنى الوصية فيه يتحول إلي شهادة عملية بالفم والعمل [13]. ما يتعلمه في الخفاء يُنادى به على السطوح (مت27:10). 7. ينعم الشاب بالوصايا كثروة وفيرة قادرة أن تقيم مقدسًا للرب في داخله. 8. إذ يدرك الشاب قيمة هذه الخزائن لا تفارقها عيني قلبه، ولا يمكن لأمرٍ ما أن يشغل فكره عنها... إنه يتأملها ويتفهمها [15]، ويلهج فيها نهارًا وليلًا ولا ينساها [16]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | كلمة الله نور وحياة |
مزمور 119 | يا لعذوبة الوصية |
مزمور 119 | الوصية حياة |
مزمور 119 | الوصية وحياة التسبيح |
مزمور 119 | الوصية وحياة التسبيح |