حوار مع المدرسة التى قصت شعر طفلتين

[Mary Naeem]

حوار مع المدرسة التى قصت شعر طفلتين

بعد صمت طويل، أثناء انشغال الرأى العام بقضيتها، فضلت إيمان أبوبكر كيلانى، المدرسة بمدرسة الحدادين الابتدائية المشتركة بالأقصر، أن تتحدث لـ«الوطن» لتكشف جوانب جديدة فى القضية التى كانت بطلتها مع الطفلتين اللتين قصت لهما شعريهما، بعد رفضهما ارتداء الحجاب. إيمان «المنتقبة» والبالغة من العمر 30 عاماً تتهم الإعلام بتضخيم قضيتها، والتيارات السياسية باستخدامها حجة للهجوم على المشروع الإسلامى، ولكونها منتقبة جرى تناول القضية بهذه الطريقة. ■ حدثينا عن نفسك ليتعرف الرأى العام عليك. - إيمان أبوبكر كيلانى، مدرسة علوم بمدرسة الحدادين الابتدائية المشتركة منذ 10 أعوام، سيدة منتقبة، لا أنتمى لأى تيارات دينية، متزوجة وأنتمى لعائلة «الكيلانية» بنجع الربع بمنطقة الحدادين بالأقصر، وهى عائلة كبيرة ومعروفة بسمعتها الحسنة، ويشتهر أبناؤها بعملهم فى حقل التعليم. ■ ما تفاصيل إقدامكِ على قص شعر التلميذتين بعد رفضهما ارتداء الحجاب؟ - فى إحدى الحصص كنت قد تحدثت مع التلميذات بأن عليهن ارتداء «الطُّرح» لأنه من عادتنا وتقاليدنا فى القرية، قبل أن يكون من أصول ديننا الحنيف، حيث إن التلميذة فى قريتنا قبل أن تبلغ العاشرة ترتدى «طرحة» لتغطية شعرها، وهناك الكثير من التلميذات المسيحيات يرتدين غطاء للرأس، طبقاً لعادات وتقاليد القرية، وعلى سبيل «الهزار» قلت للتلميذات فى الفصل وعددهن 22 تلميذة: سأقص شعر من لا ترتدى «طرحة» فى المرة المقبلة، وبالفعل فى اليوم التالى ارتدت التلميذات «الطُّرح» ما عدا التلميذتين، «منى بربش» و«علا منصور»، فتحدثت معهما بهدوء وطلبت منهما أن ترتديا «طُرح»، وفى اليوم التالى جاءت التلميذتان بدون غطاء الرأس، فقال تلميذ يدعى أحمد حسين: «يا أبلة مش إنتى قلتى حتقصى شعر اللى مش حتتحجب، أنا معايا مقص»، فوجدت نفسى فى حرج شديد، فقصصت جزءاً من شعر التلميذتين لا يتعدى عقلة الإصبع، أى فى حدود 2 سنتيمتر وبعد قص شعرهما سبَّتنى التلميذة «منى بربش» بألفاظ بشعة، وهددتنى أنها ستبلغ والدها. لا أنتمى لأى تيارات دينية وعلاقتى بالسياسة أنى أعطيت صوتى لـ«مرسى» ■ وما الذى حدث عقب الواقعة؟ - حضر والد التلميذة «منى» لمنزل والدى، وحكى له الواقعة فاعتذر له والدى، وهو تقبل الاعتذار، كما حضر أيضاً للمدرسة وجرى «تطييب» خاطره من قِبل زملائى، وحضر والد التلميذة الأخرى «علا منصور»، ونهر ابنته وقال لى: «كنت قصيتى باقى شعرها علشان تتعلم تسمع كلامك»، وكنت أظن أن الحكاية انتهت، لكننى فوجئت بعد الواقعة بعدة أيام بوالد التلميذة «منى بربش» يتقدم بشكوى لإدارة القرنة التعليمية، وببلاغ للنيابة يطالب فيه بالتحقيق فى الواقعة، وجرى التحقيق معى ومجازاتى بتحويلى لعمل إدارى وخصم شهر من راتبى. ■ وما رأيك فى قرار تحويلك لعمل إدارى وخصم شهر من راتبك وهل هو بحجم الواقعة؟ - القرار ظالم بالطبع، والوزارة أصدرت حكمها طبقاً لما نشرته وسائل الإعلام قبل انتهاء التحقيقات، وهو أمر غير قانونى، لكن ما صبَّرنى على ذلك هو وقوف زملائى معى، وإصرارهم على الإدلاء بشهاداتهم فى النيابة، وجمع توقيعات تؤكد حسن علاقتى بهم وبالتلاميذ. ■ التلميذة اتهمتك بأنك قمت بتعذيبها لمدة ساعتين عقب واقعة قصّ شعرها؟ - «قسماً بدين الله محصلش» والتلاميذ يشهدون بذلك، أنا لا أنكر أنى ضربتها لتلفظها بألفاظ بشعة، يستحيل أن تصدر من تلميذة فى هذه السن. ■ أنت قلت إنك قصصت جزءاً لا يتعدى عقلة الإصبع وصور التلميذة توضح أن ما جرى قصه جزء كبير جداً؟ - ما حدث شىء خيالى لا يصدق، وقد ذهلت مثل الكثيرين من الصور التى نُشرت للتلميذة، ويبدو أن هناك من أرادوا إشعال القضية وخلق أزمة، فقصوا شعرها. ■ من السبب فى تضخيم قضيتك إذا كانت لا تستحق ذلك، على حسب قولك؟ - الإعلام ظلمنى، وضخَّم الواقعة، واتخذ من كونى سيدة منتقبة طريقاً للهجوم على الإسلاميين، والقنوات الدينية دخلت «على الخط» وطلبت استضافتى لمساندتى، إلا أننى رفضت ذلك حتى لا تتاجر بى، لأننى ملتزمة دينياً، ولا أنتمى لأى تيار دينى أو أحزاب إسلامية و«مليش دعوة بالسياسة»، وكل علاقتى بها أننى أعطيت صوتى لمرسى. ■ تحمِّلين الإعلام المسئولية.. إذن أنت غير معترفة بخطئك؟ - لا.. على الإطلاق أنا أمتلك الشجاعة الكاملة فى الاعتراف بخطئى، لكنه بسيط لم يكن يستحق كل هذا الاهتمام من الصحف ومهاجمتى بهذه البشاعة، كما أن بعض أعداء المشروع الإسلامى وجدوا ضالتهم فى القضية، وكتبوا عناوين ومانشيتات عن «أخونة» و«أسلمة» الدولة.

الوطن