منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2023, 02:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,252

آرميا النبي | إصلاح إسرائيل ويهوذا




إصلاح إسرائيل ويهوذا:

23 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: سَيَقُولُونَ بَعْدُ هذِهِ الْكَلِمَةَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي مُدُنِهَا، عِنْدَمَا أَرُدُّ سَبْيَهُمْ: يُبَارِكُكَ الرَّبُّ يَا مَسْكِنَ الْبِرِّ، يَا أَيُّهَا الْجَبَلُ الْمُقَدَّسُ. 24 فَيَسْكُنُ فِيهِ يَهُوذَا وَكُلُّ مُدُنِهِ مَعًا، الْفَلاَّحُونَ وَالَّذِينَ يُسَرِّحُونَ الْقُطْعَانَ. 25 لأَنِّي أَرْوَيْتُ النَّفْسَ الْمُعْيِيَةَ، وَمَلأْتُ كُلَّ نَفْسٍ ذَائِبَةٍ. 26 عَلَى ذلِكَ اسْتَيْقَظْتُ وَنَظَرْتُ وَلَذَّ لِي نَوْمِي. 27 «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَزْرَعُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتَ يَهُوذَا بِزَرْعِ إِنْسَانٍ وَزَرْعِ حَيَوَانٍ. 28 وَيَكُونُ كَمَا سَهِرْتُ عَلَيْهِمْ لِلاقْتِلاَعِ وَالْهَدْمِ وَالْقَرْضِ وَالإِهْلاَكِ وَالأَذَى، كَذلِكَ أَسْهَرُ عَلَيْهِمْ لِلْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 29 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِمًا، وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ. 30 بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.

يَعِدْ الله شعبه بالرجوع من السبي، ليمتلك أرض الموعد، وينزع عن راحيل حزنها على بنيها المسبيين، ويحولها من بنت مرتدَّة عنيدة إلى أنثى مملوءة قوة وحبًا تحيط برجلٍ جبارٍ، تحمل روح القوة والنصرة عوض الانهيار والفشل. الآن يقدم لنا صورة حيَّة عن إصلاح إسرائيل ويهوذا حيث يرجع الكل من بابل شعبًا مقدسًا للرب، فيقول:
"هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل.
سيقولون بعد هذه الكلمة في أرض يهوذا وفي مدنها عندما أرد سبيهم.
يباركك الرب يا مسكن البر يا أيها الجبل المقدس" [23].
هنا يدعوا يهوذا "مسكن البر أو البار" (راجع زك 8: 3)ويعني به مسكن الله البار sedeq، وأيضًا "الجبل المقدس أو جبل القدوس". فيسكن الله وسط شعبه الذييصير مسكنًا له وجبلًا خاصًا به [23]. كأن سرّ فرح الشعب ليس تحرره من بابل بل بالأحرى تمتعه ببركة سكنى الله البار والقدوس وسطه، فيجعل منه هيكلًا مقدسًا وجبلًا حيًا. يدعو شعبه "مسكن البار" و"جبل الله القدوس"، باللقب الأول يعلن بركة الشعب إذ يسكن فيه البار، محولًا شعبه إلى جماعةٍ مقدسة لا تعرف إلا العبادة الحية، وباللقب الثاني الرسوخ كالجبل لا تهزه رياح العالم المقاومة!
بمعنى آخر إننا لا نفرح لأننا تحررنا من إبليس بل بالأحرى لأننا اقتنينا الله القدوس. قيل عن الرسل: "رجع السبعون بفرحٍ قائلين: يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو 10: 7)، "قال لهم: رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء. ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء؛ ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالأحرى أن أسماءكم كُتبت في السموات".
يقيم الله من شعبه كما من كل عضوٍ فيها جبلًا مقدسًا كجبل طابور، عليه يتجلى حيث يجتمع برجال العهد القديم (موسى وإيليا) مع رجال العهد الجديد (بطرس ويعقوب ويوحنا)، يعلن بهاء مجده الذي يسكب نورًا على الجميع ويحول حياتهم إلى فرحٍ لا ينقطع.
"فيسكن فيه يهوذا وكل مدنه معًا الفلاحون والذين يسرحون القطعان.
لأني أرويت النفس المعيية، وملأت كل نفس ذائبة" [24-25].
يعود الشعب إلىأرض الموعد ليمارسوا حياتهم اليوميةمن فلاحةالأرض ورعاية الغنم [24]، لتجد النفس التي صارت في حالة عياء راحةً، والذائبة بسبب ما حل بها من فقدان شبعًا وارتواءً [25].
الله يشبع التائبين ويرويهم، هذا منظر يملأ قلب إرميا النبي بالفرح والسعادة وسط الكارثة والظلام.
من هم هؤلاء الفلاحون الذين يزرعون أرض يهوذا؟ ومن هو هؤلاء الرعاة الذين يهتمون بقطعانها؟
مسيحنا هو فلاح قلبنا القادر بروحه القدوس أن يحول بريتنا الداخلية إلى فردوسٍ مثمرٍ، ويقود خرافه الناطقة إلى سمواته، مقدمًا دمه الثمين ثمنًا لمجدنا. الآن في حبه لكنيسته أقام تلاميذه ورسله وخدامه فلاحين ورعاة، يقدمون به كلمته بذارًا تأتي بثمرٍ كثيرٍ، ويهبهم شركة المجد أن يرعوا شعبه بروحه القدوس.
كل مؤمنٍ حقيقيٍ تتحول طاقاته الداخلية وإرادته مع أفكاره إلى فلاحين ورعاة يعملون بلا توقف حتى يُعلن فردوس الله في الداخل، وتتحول الأعماق إلى مرعى سماوي مقدس.
"عَلَى ذلِكَ اسْتَيْقَظْتُ وَنَظَرْتُ وَلَذَّ لِي نَوْمِي" [26].
يكون الرب كمن كان نائمًا واستيقظ، إذ رد شعبه إلى راحته، ولذ له نومه لأنه لا تتكرر بعد هذه المأساة [26]. ويرى القديس أمبروسيوس في تعبير "لذّ لي نومي" [26] إشارة إلى الموت الإرادي الذي قبله السيد المسيح بسرور لأجل خلاصنا.
* ذاك الذي حمل ضعفاتنا حمل أيضًا مشاعرنا، حيث كان حزينًا حتى الموت (مت 26: 38) ولكن ليس بسبب الموت. لأن الموت الذي قبله باختياره الحر لا يمكن أن يحزنه، إذ فيه فرح كل البشرية العتيد وانتعاش الجميع. قيل عنه في الكتاب المقدس في عبارة أخرى: "اسْتَيْقَظْتُ وَنَظَرْتُ وَلَذَّ لِي نَوْمِي" [16]. صالح هو النوم الذي فيه لا يجوع الجائعون، ولا يعطش العطشى، مهيئًا لهم مذاقًا حلوًا للأسرار .
القديس أمبروسيوس
ها أيام تأتي يقول الرب وأزرع بيت إسرائيل وبيت يهوذا بزرعِ إنسانٍ وزرعِ حيوانٍ" [27].
يقوم الرب نفسه بزرعهم، بزرعإنسانٍ وزرع حيوانٍ، إذ يقدس النفس (الإنسان) والجسد (الحيوان) معًا، وينمي الإنسان بكليته ليمارس الحياة الجديدة بعد العتق من سبي الخطية.
"ويكون كما سهرت عليهم للاقتلاع والهدم والقرض والإهلاك والأذى، كذلك أسهر عليهم للبناء والغرس يقول الرب" [28].
يسهر الله على بنائهم وغرسهم، هو الذي سمح بالتأديب الآن يقوم بنفسه ببنائهموغرسهم، ساهرًا عليهم ليجدد حياتهم... بل يقيمهم شعبًا جديدًا بعهدٍ جديدٍ! لقد سهر الله بحبه حين سمح بالتأديب لكي يهدم فيهم الشر ويقتلع جذور الخطية ويحل بهم ما حسبوه أذى، وبذات الحب يسهر عليهم ليغرس بره ويبني فيهم قداسته ويهبهم كل بركة روحية مفرحة.
ماذا يعني الله بقوله: "أسهر عليهم"؟ ليس عند الله ليل قط، ولا يحتاج إلى نومٍ، فالسهر هنا إنما يعني بلغة بشرية اهتمام الله بنا خاصة في اللحظات التي نظن فيها أن الليل قد حلَّ بظلمته حولنا، أي حينما نفقد رجاءنا في الخلاص. إنه يشرق بنوره وسط ظلمتنا مؤكدًا أنه يسهر علينا حين ينام كل من حولنا، ويعلنون عجزهم التام على مساندتنا.

"في تلك الأيام لا يقولون بعد: الآباء أكلوا حصرمًا وأسنان الأبناء ضرست.
بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه" [29-30].
يقتبس المثل الوارد في (حز 18: 2)، فقد كان الشعور السائد بأن ما يحل بهم إنما هو ثمرة خطايا قديمة ارتكبتها أجيال سابقة، بهذا أحسوا أن الله عاملهم بقسوة لظروف لم يكن لهم فيها يد، ولم يرتكبوا ذنبًا. وأن في ذلك ظلم وليس عدالة (حز 18: 25). يرفض إرميا النبي هذه الفكرة مبينًا أن الله إنما يعاقب الإنسان على خطاياه، لا على خطايا الغير.
غالبًا ما اعتمد حزقيال على إرميا، وكلاهما أشارا إلى المثل ليؤكدا المسئولية الشخصية عن مايرتكبه الإنسان دون النظر إلى سلوك آبائه وأجداده. لقد أُستخدم هذا المثل في (تث 24: 16) لا لنفيالمسئولية الشخصية وإنما لاعتبارات أخرى منها أن الإنسان الذي لا يرتدع عن شره خلال التهديد بالعقوبة قد يرتدع عندما يدرك ما لشره من أثر على حياة أولاده، هذا بجانب الالتزام الجماعي. فكما توجد خطايا عامة يشترك فيها الشعب كله هكذا تلزم التوبة العامة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا النبي | إصلاح إسرائيل الجديد
آرميا النبي | إصلاح يعقوب
آرميا النبي | إصلاح القلب الداخلي
صموئيل النبي | داود فقد أحبه جميع إسرائيل ويهوذا
ميخا النبي يبكى بسبب خطايا إسرائيل ويهوذا


الساعة الآن 05:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024