رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إصلاح القلب الداخلي: يعتبر إرميا أكثر الأنبياء الذين تحدثوا عن القلب. يرى إرميا النبي أن القلب قد صار نجسًا بالطبيعة كثمرة للسقوط: "القلب أخدع من كل شيء وهو نجس" (إر 17: 9)، وكما يقول إشعياء النبي: "قلب مخدوع قد أضله فلا ينجي نفسه، ولا يقول: أليس كذب في يميني؟!" (إش 44: 20). هذا الفساد أفقد الإنسان بصيرته الداخلية، فلا يرى خطاياه ولا يكتشفها، بل يقول: "لماذا أصابتني هذه؟!" (إر 13: 12)، وإن أدركها يحمل عنادًا رديئًا (إر 18: 12). القلب في فساده يصير كمينًا، فلا يحمل محبة وسلامًا بل بغضة وحربًا (إر 9: 8-9)، ويحول أرضه إلى خراب (إر 12: 11)، لهذا فإنه لن تحل النجاة ما لم يحدث تغير وإصلاح في القلب. علامة التوبة الحقيقية هي تغيير القلب في الداخل. ففي أيام يوشيا بدأ الترميم في الهيكل وصار للشعب مظهر التدين لا فاعليته، الأمر الذي سقطت فيه المملكتان بل ويسقط فيه الكثيرون، إذ يغيرون الشكل لا الجوهر ليتبرروا أمام الناس، بل وأحيانًا أمام أنفسهم. يقول النبي: "قد بررت العاصية إسرائيل أكثر من الخائنة يهوذا" (إر 3: 10). وقد عالج النبي موضوع الإصلاح الداخلي من جوانب كثيرة، نذكر منها: أ. القلب هو موضوع الإصلاح، فمنه تنبع الخطية (إر 4: 4؛ 7: 9، 12: 2) فيتقسى (إر 7: 24؛ 9: 14؛ 23: 17)، مع أن غاية القلب هو الله، فيه يصب كل اشتياقاته (إر 11: 20؛ 17: 10؛ 20: 12). بهذا صارت الحاجة ُملحة إلى شريعة يمكن أن ُتنقش على القلب ذاته (إر 31: 33؛ 24: 7). ب. ترميم بيت الرب ليس غاية في ذاته: "لا تتكلوا على كلام كذب، قائلين: هيكل الرب هيكل الرب هيكل الرب هو" (إر 7: 4). فإن لم يتب المؤمنون وتتغير حياتهم الداخلية يتحول الهيكل إلى مغارة لصوص (إر 7: 11)، إذ لا يضم عابدين حقيقيين يفرحون قلب الله، وإنما يضم أشرارًا ينجسون البيت. وقد تنبأ عن خرابه، بكونه إعلانًا عن الخراب الذي حلّ في هيكل القلوب غير المنظورة. وكأن التأديب في حقيقته إنما هو كشف عما في النفس من دمار خفي وهلاك، يبرزه الله بالضيق الخارجي. ج. عدم الارتكان على مجرد حيازة سفر الشريعة، أو التمتع بوجود تابوت العهد في وسطهم، إنما الحاجة أيضًا إلى نقش الشريعة في القلب وإعلان حضرة الله فيهم. د. بخصوص الذبائح، فالله لا يطلبها لأجل ذاتها، لذا إن لم ترتبط بذبيحة الطاعة أو ذبيحة القلب (إر 17: 24-46؛ 27: 19-22؛ 3: 10، 11، 18) تصير بلا قيمة، أشبه برشوة لا يتقبلها الله. ه. من جهة الختان، يهتم الله بختان القلب (إر 4: 4) والأذن (إر 6: 4) والحواس مع ختان الجسد، حتى يُنزع عنا ما هو لحساب شهوات الجسد ونتقبل ما هو لحساب الله نفسه. وهكذا أيضًا الاغتسال، فإنه يطلب اغتسالنا من الإثم لا مجرد اغتسال الجسد (إر 2: 22). و. أما عن الاتكال على الآباء السابقين ومحبة الله لهم وشفاعتهم لديه (إر 15: 1)، وعلى الآباء المجاهدين أيضًا (إر 7: 16؛ 11: 14؛ 14: 11)... فإن الله يطلب منا التوبة والرجوع إليه، فصلاة الغير عنا لا تسندنا ما لم نطلب من الله العون. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | إصلاح إسرائيل ويهوذا |
آرميا النبي | إصلاح يعقوب |
الحاجة إلى إصلاح القلب الداخلي في الكتاب المقدس |
آرميا النبي | لأسمع صوت إرميا في بيتك الداخلي |
آرميا النبي | تقديس البيت الداخلي |